32

37.8K 2.3K 2.2K
                                    


ما أقبحَ شعورِي لحظة التي أغمضتُ فيها عينِي فأغرقتنِي
أستطيع أن أصرّحَ أيها العالم و دون ذرة تردد و بين كلماتِي أنّ إكتئابِي لا ترياقَ له و أنني على حافة الإنهيار

أتنتظرون سقوطِي!؟

أليكسندر جونغكوك ويلسون

أليكسندر جونغكوك ويلسون

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

~~

من ينظر له سيظن أنّ لا ملامِح في وجهه، لا تعابير محددة
و لا لمعة في عينيه الفارِغة، من يُمعن النظر فيه سيظنه سجينَ مصحة نفسية قد أجبروه على الإكتئاب و هو ليسَ بمجنون

ما فعلته به كان أفظعَ من جريمة قتل متعمد، لقد جعلت من جسده جُثة بلا روح على وجه الأرض، جعلته كئيبًا محطمًا حتى غرقَ في الفراغ و فقدَ الإحساس بحواسه حتى.

فكرة الموت ملتصقة به كظله.

كالأن..عندما وقفت بجانِبه الممرضة لدقائق تُحاول أن تسرق من فمه كلمة على الأقل لكنه آبى و نظراته ثابتة على الشجرة
التي أمامه و ما تحت عينيه سواد لا ريبَ فيه

كانت تحمل بين ذراعيها رضيعة ملفوفة في بطّانية بيضاء صغيرة

:"أنظر، إنها في حُضنِي، الصغيرة تريد رؤية
وجه والدِها، هل تريد حملها؟"

قالت بلُطف ليسَ و كأنها لم تشهد على حالة إنهياره.

:"أراكَ منذ ثلاثة أيام متتالية تأتِي للجلوس هنا
و لم تدخل لتُلقي نظرة عليها، إنها إبنتك و من
صُلبك"

لم يُجبها و كان سيُواصل في كبت كلماته إلاّ عندما بكت الرضيعة و نبضَ قلبه بعُنف متوسِلاً له

إستيقظ من غيبوبتك هذه إبنتك!

رفعَ نظراته ببطء لهُما، للممرضة ثم للذي بين يديها و فغُرَ بشفتيه الجافّة ثم شيئًا فشيئًا بدأت تعابيره ترسم وحشيتَها على وجهه

مدّ ذراعيه للأعلى باسطًا كفيه كأنما يطلب الرحمة فأتته عندما وضِعت في أحضانه طِفلته لأول مرة فبكَت و ببكائها ينبض قلبه سريعًا و يستيقظ وعيه من العمى

MARIONETTE : RED SNOW حيث تعيش القصص. اكتشف الآن