واحد والثلاثين

58 4 0
                                    

كانت إيليف نائمة بلطف على سريرها، شعرها الذهبي المتناثر حولها.
تقدمت رزان بخفة نحوها، وجلست بجانبها، بدأت بتحريكها برفق. همست بصوت لطيف: إيليف، استيقي...إيليف.
فتحت إيليف عينيها ببطء، وكأنها تستيقظ من نوم عميق، رفعت رأسها ببطء، نظرت إلى رزان بعيون نصف مغمضة وقالت: أممم، ماذا؟
ابتسمت رزان بمرح: سوف نعود إلى القصر اليوم صباحاً. هيا، استيقظي، لننزل، سنقيم حفلة صغيرة.
إيليف بستغراب ونعاس: كم الساعة الآن؟ وأي حفلة؟ ومن أخبرك بأننا سنعود اليوم؟
رزان، وهي تفتح هاتفها لتنظر إلى الساعة، قالت: لقد اخبرنا ابي بالأمس. إنها الثانية صباحاً.
إيليف بصدمه: تمزحين صحيح؟ لا يزال الوقت مبكراً جداً. رزان، أرجوك، اتركني أنام.
رزان ببتسامه وعناد: لا، هيا، استيقظي. الجميع ينتظرك في الأسفل. ليا تقوم بتحضير الكوكيز، وميلان تجهز البيتزا، وقد قمتُ أنا أيضاً بتحضير الوافلز والدجاج الوينجز بالجبن مثلما تحبين.
نظرت إيليف إلى رزان بصدمه: هل جننتم؟ أمي ستغضب إذا علمت بهذا، ومنذ متى وأنتم مستيقظون لتحضير كل هذه الأطباق؟
رزان، وهي تسحب إيليف من فراشها: أعتقد منذ ساعة. هيا، تعالي.
بالكاد استطاعت إيليف مقاومة سحب رزان، وعندما نزلت إلى المطبخ، توقفت قليلاً، تنظر حولها بذهول. كان المشهد في المطبخ مروعًا؛ كل مكان مغطى بالفوضى.
ميلان كانت ملطخة بالدقيق، بينما ليا كان وجهها مغطى بالشوكولاتة.
أخذت إيليف نفساً عميقاً، ثم قالت بمرارة: اليوم سوف تكون نهايتنا على يد أمي. انظروا إلى هذا الفوضى، المطبخ تحول إلى مزبلة.
ميلان أنتِ مغطاة بالدقيق، وليا وجهكِ كله بالشوكولاتة.
ميلان بابتسامة وهي تشكل البيتزا على شكل قلب: توقفي عن الكلام وتعالي لتساعديني. سوف ننظف كل شيء قبل أن يستيقظ الجميع. هيا!
أنهت كلامها بابتسامة صغيرة، بينما تنهدت إيليف قالت وهي تنظر إلى البيتزا: ولما تضعينها على شكل قلب؟ ضعيها على شكل دائرة. هل أنتِ مغرمة أم ماذا؟
نظرت ميلان إليها باندهاش وقالت: لا، لا، لم أكن أقصد ذلك. رأيتها على الإنترنت وأردت فقط تجربتها.
صمتت إيليف لثواني قبل أن تقول: سأقوم بتنظيف الأوساخ بينما تنهون. لا أستطيع مساعدتك في الأن. كما ترين، يدي تؤلمني، ولم أستطع النوم جيداً بسببها.
أنهت إيليف كلامها وتوجهت نحو أحد الأكياس، بدأت تجمع الأوساخ بهدوء. ميلان واصلت تشكيل البيتزا بابتسامة، بينما كانت ليا تركز على الكوكيز، ورزان تضع تشيكن وينجز بالفرن.
تقدمت تساعد إيليف بالتنطيف الأرضيه.
كانت ليا كانت جالسة على الكرسي تلعب بهاتفها، بينما جلست رزان وميلان على الأرض بجانب الفرن تراقبان البيتزا.
إيليف كانت جالسة على الطاولة تحمل كأس العصير والكوكيز الذي حصلت عليه كهدية بسبب تنظيفها للمطبخ.
دخل جيمس بهدوء إلى المطبخ وقال بصوت منخفض: ماذا تفعلون؟ وبهذا الوقت؟
انتفضت الفتيات بسرعة عند سماع صوته. صرخت ميلان وهي تمسك برأسها بسبب أنها نهضت بسرعة كبيرة مما جعلها تصطدم بزاوية الطاولة.
إيليف بقيت جالسة على الطاولة بهدوء، تنظر إلى جيمس بابتسامة مرحة لتقول: كما ترى، حفلة صغيرة بمناسبة عودتنا اليوم إلى القصر.
جيمس: أممم، إذاً لنشارككم نحن أيضاً.
تقدم أركون نحو إيليف وأخذ الكوكيز من يدها بسرعة قبل أن تتاح لها الفرصة للرد.
كشرت وجهها بنزعاج من تصرفه.
إيليف وهي تتظاهر بالغضب: أركون، كان هذا لي! لمَ تأخذ الأشياء دون استئذان؟
ضحك عليها أركون بستفزاز.
تقدم أدريان بهدوء ليجلس بجانب ليا. نظر إلى ميلان بهدوء، يراقب حركاتها الطفولية وهي تفرك رأسها بعد أن انتفضت بسرعة.
شعر بقلق خفيف عليها، لكنه لم يُظهره، مكتفيًا بالنطر لها.
شعرت ميلان بنظرات أدريان تراقبها، فشعرت بالخجل واحمرّ وجهها قليلاً. تظاهرت بعدم الاهتمام وقالت: لنخرج البيتزا.
فتحت رزان الفرن بسرعة وبفرح، لكن أركون شدّها بهدوء قائلًا: انتبهي، سوف تحرقين نفسك.
تلاقت أعينهما لثوانٍ، شعرت رزان بالتوتر، فابتعدت عنه بسرعة.
أخرج اركون الصينية بحذر ووضعها على الطاولة. كانت البيتزا على شكل قلب، وأثارت ابتسامة على وجه الجميع.
جيمس بقهقها: رائع، أعتقد أنها ليست حفلة بمناسبة العودة للقصر بل يبدو أن اليوم عيد الحب. قال ذلك وهو ينطر إلى شكل البيتزا.
ميلان، وهي تحاول إخفاء خجلها بابتسامة صغيرة: لا، لم أقصد ذلك. فقط رأيت الشكل على الإنترنت وأردت تجربته.
ليا وهي تأخذ قطعة من البيتزا بابتسامة : لا يهم الشكل المهم أنها تبدو لذيذة.
بدأ الجميع في تناول البيتزا بفرح، يتبادلون القصص والضحكات. كان الجو مليئًا بالبهجة والسعادة، والجميع مستمتع بوقتهم.
بعد الانتهاء من تناول البيتزا، توجهوا إلى الصالة، حاملين معهم الكوكيز والعصير والوافل وتشيكن وينجز. جلسوا معًا يلعبون ألعابًا متنوعة، يتحدون بعضهم البعض في ألعاب والألغاز. مرّت ساعة كاملة وهم يضحكون ويتنافسون.
بعد ذلك، قرروا مشاهدة فيلم رعب. جلس الجميع لمشاهدة الفيلم، وكانت الأضواء خافتة لزيادة الأجواء المرعبة. لكن مع مرور الوقت، بدأ بعضهم يغفو. كانت إيليف نائمة بلطف على الأريكة، ولحقها ليا وجيمس أيضًا، غارقين في أحلامهم.
لاحظت رزان أن أركون كان مشغولًا بهاتفه، يبتسم كثيرًا وكأنه يتحدث مع شخص ما. شعرت بالفضول، فاستقامت من مكانها متظاهرة بأنها متجهة إلى المطبخ. مرت بجانب أركون ونظرت بسرعة إلى هاتفه لترى أنه يتحدث مع شخص عبر الرسائل. قبل أن تغادر، لمحت رسالة تحتوي على قلب.
دخلت المطبخ ووضعت الصحن على الطاولة، نظرت إلى الأرض وبدأت دموعها تنهمر بصمت. همست لنفسها: لماذا؟ لماذا أنا غبية لهذه الدرجة؟ كيف لي أن أحبه؟ كان يجب أن أعلم أنه لن يحبني أبدًا وهذا مستحيل.. مستحيل لشخص مثله أن يحبني...
بينما كانت غارقة في أفكارها، شعرت فجأة بشخص يضمها من الخلف ويغرس رأسه في عنقها. سمعت صوته يقول بهدوء: ومن أخبرك أن هذا مستحيل ولن أحبك؟ أيتها المجنونة، أنا أحبك وأعشقك، أيتها الغبية، كيف لك أن لا ترين حبي لك؟ لقد كان واضحًا وحتى أن جيمس وأدريان يعلمان بالأمر...
فتحت عينيها بصدمة من كلماته، وابتعد عنها ليديرها نحوه، وهو يمسح دموعها بلطف: ولماذا هذه الدموع؟ أنا أحبك، رزان.
رزان بدموع: أنت كاذب، لقد رأيتك تراسل حبيبتك، ولقد أرسلت لك قلبًا... رأيتك.

𝑰 𝑾𝑨𝑵𝑻 𝒀𝑶𝑼 𝑭𝑶𝑹 𝑴𝒀𝑺𝑬𝑳𝑭 𝑶𝑵𝑳𝒀 ❀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن