الثامن والأربعين

53 1 1
                                    

مرت حوالي ربع ساعة منذ أن عاد اندرو وإيليف إلى القصر. كانت السماء مظلمة تمامًا، والهدوء يعم المكان. في داخل الغرفة الواسعة والمريحة، كان اندرو يجلس بجانب إيليف، التي استلقت على سريرها بعد أن غطاها جيدًا. ظل ينظر إليها بابتسامة خفيفة، بينما كان يمسح على شعرها الذهبي الطويل بلطف، وكأنه يحاول نقل بعض الراحة إليها من خلال لمسته.
اقترب منها ببطء، ومال ليقبل شفتيها برفق شديد. كانت قبلته تحمل كل الحنان والحب الذي يكنه لها. لم يكن يريد أن يغادر تلك اللحظة أو يتركها وحدها، ولكن كان يعلم أن لديه أعمالاً مهمة يجب أن ينهيها. ظل يراقب ملامحها الهادئة، وكانت تبدو وكأنها
نائمة بسلام، ملامحها البريئة تعكس شخصيتها الرقيقة.
استقام ببطء من على السرير، محاولًا المغادرة دون أن يزعجها. ولكن قبل أن يتمكن من الوصول إلى الباب، سمع صوت تقلبها في السرير. استدار، وشاهدها وهي تضم نفسها بين يديها، وملامح وجهها قد تغيرت، تعكس ألماً شديداً. كان صوت أنين خفيف يخرج منها، مما جعل قلبه يغرق في القلق.
جلس بجانبها مرة أخرى على الفور، وقام برفع خصلات شعرها التي تدلت على وجهها، ليكشف عن ملامحها المتألمة. تحدث بصوت منخفض وقلق، وكأنه يخشى أن يزعجها أكثر: إيليف؟... ما بكِ؟ هل أنتِ بخير؟
فتحت إيليف عينيها ببطء، كانت نظرتها مرهقة ولكنها مليئة بالحنان تجاهه. حاولت أن تخفي ألمها، ضمت نفسها أكثر وهي تقول بصوت ناعم: اندرو؟ أنا بخير... لا تقلق.
لكن اندرو لم يقتنع. وضع يده على خدها برفق، وملامسًا بشرتها الباردة قليلاً بسبب الجو البارد في الغرفة. نظر في عينيها بحنان لكنه لم يستطع إخفاء قلقه: لا تبدين بخير، هل يؤلمك بطنك؟
أومأت إيليف بهدوء، تحاول أن تبدو مطمئنة ولكن الألم كان واضحًا في عينيها. قليلاً... لا تقلق، أعتقد أنني أكلت كثيرًا.
اندرو لم يصدقها للحظة، فأمسك يدها بلطف وهو يقول بحزم هادئ: توقفي عن الكذب! لقد قلتِ لي
من قبل إن بطنك كان يؤلمك لأنك لم تأكلي شيئًا طوال اليوم. والآن تقولين إن بطنك يؤلمك لأنك أكلتِ كثيرًا؟! أيضاً، رأيتك، بالكاد تناولتِ شيئًا في المطعم.
نظر إليها بعمق، وكانت عيناه تعكسان مزيجًا من الحب والقلق. كان يشعر أنها تخفي عنه شيئًا. لم يكن يستطيع تركها وهي تتألم دون أن يعرف السبب الحقيقي: إيليف، إذا كنتِ تشعرين بشيء آخر، يجب أن تخبريني. أنا هنا لأهتم بكِ، ولا أريد أن أراكِ تتألمين دون أن أستطيع فعل شيء.
تنهدت بخجلٍ وحرج من الاعتراف، لم تستطع أن تخفي الحقيقة أكثر. كانت دورتها الشهرية هي السبب وراء ألمها. لم تكن مرتاحة للحديث عن هذا الأمر، خاصة مع اندرو، لكن الألم كان يتزايد والقلق في عينيه كان يجعلها تشعر بالذنب. مدت يدها لتلمس يده التي كانت على خدها وقالت بصوت
ضعيف: اندرو... الأمر ليس كما تعتقد.. أنا... أنا فقط... دورتّي الشهرية بدأت، لهذا أشعر بهذا الألم.
قالت ذلك بصوت منخفض، وتحولت نظرتها بعيدًا عنه، محاولة تجنب الالتقاء بعينيه.
اندرو لم يتفاجأ، لكنه شعر بالحزن لأنها كانت تخفي عنه ما تشعر به. أمسك يدها بقوة أكبر قليلاً، كأنما يحاول طمأنتها وقال بصوت ناعم: لماذا لم تخبريني من قبل؟ سألها بهدوء، وهو يمسح بإبهامه على خدها بلطف: أنا هنا لمساعدتكِ، ولا يجب أن تشعري بالخجل أو الحرج مني.
ابتسمت إيليف بخجل، وأغمضت عينيها بارتياح بعدما شعرت بالراحة من كلامه. اندرو لم يغادر مكانه، بل بقي بجانبها، يمسح على شعرها بلطف أكبر، كأنه يحاول أن يخفف من آلامها بحضوره وقربه.
أنا آسفة، لم أكن أريد أن أزعجك. همست إيليف بينما كانت تشعر بتعب خفيف يغمرها.
اندرو هز رأسه بلطف وقال: أنتِ لا تزعجينني أبدًا. أنا هنا دائمًا.
نهض أندرو من مكانه وذهب إلى الحمام، حيث بدأ في ملء البانيو بالماء الدافئ. حرص على ضبط درجة حرارة الماء، وجعلها مريحة بما يكفي لتخفيف أي توتر أو ألم تشعر به إيليف. كانت المياه تتدفق برفق، وظهر بخار الماء يتصاعد في الجو، مما أضاف جوًا هادئًا ورومانسيًا للمكان. بعد أن تأكد من أن الماء مثالي، عاد إليها وهو يحمل ابتسامة مريحة على وجهه، كان يود أن يطمئنها بحنانه.
تعالي، صغيرتي، قال بصوت خافت، نظراته تحمل لها كل الحنان والرعاية.
ببطء، بدأ أندرو بإزالة فستانها برفق، مما جعلها تشعر بالخجل قليلًا، لكن في نفس الوقت، لم تعارضه، فهي كانت بحاجة لمساعدته في هذه اللحظة الصعبة. شعرت بأن نظراته تمسح عنها كل مشاعر القلق، وبدت ملامح وجهه جادة لكنها محبة، ما جعلها تشعر بالأمان.
حملها برفق، متوجهًا بها نحو الحمام، حيث كانت المياه الدافئة تنتظرها. دخل معها إلى الحمام ووضعها ببطء في البانيو، وأحاطها بذراعيه بحذر. شعرت إيليف بجسدها يهتز قليلاً عند تلامسه مع الماء الدافئ، مما جعلها تتوسل له بتعب: أندرو، أخرجني، لا أستطيع.
لكن نظرة عينيه كانت تحمل لها الطمأنينة، وجعلها تشعر بأن هناك من يهتم بها: إهدئي، حسنًا. همس لها بصوت خافت، محاولاً تهدئتها.
لكي يخفف عنها، قام بإزالة سترته وقميصه، تاركًا جسده عاري الصدر. ثم دخل معها إلى البانيو، حيث كانت الحرارة تعم المكان. حاوطها بذراعه بلطف، ومالت إيليف برأسها على صدره، تشعر بالأمان والحنان في حضنه، بينما كان شعرها الطويل يتدلى فوق سطح الماء، يلامس الماء برفق ويتراقص مع تلك الموجات الصغيرة بطريقة رومانسيّة.
أحاطها برفق من خصرها الطاهر، كأنه يريد أن يمنحها الدعم والأمان.. حاولي أن لا تضغطي على قلبي كثيرًا. همس في أذنها، وكان صوته منخفضًا وكأنه يخشى أن يزعج هذا الهدوء.
خجلت إيليف جدًا من كلامه، وشعرت بلون الخجل يغمر وجهها. لكن مع كل لحظة تمر، بدأت تنغمس في اللحظة، وكان الماء يغمرها برفق، مما جعلها تشعر بالراحة تتسلل إلى جسدها.
"هل تشعرين بتحسن؟" سألها بصوت هادئ، وهو يمسح خصلات شعرها بلطف.
أومأت برأسها قليلاً، لكنها شعرت بالإرهاق يسيطر عليها. كانت حرارة الماء تُشعرها بالاسترخاء، مما جعلها تدفئ جسدها وتخفف من التوتر الذي كانت تعاني منه. أندرو كان يراقبها بهدوء، يتمنى لو يستطيع أن يأخذ عنها الألم بالكامل.
إذا شعرت بأي شيء، فقط قولي لي. أنا هنا دائمًا من أجلك. قال لها وهو يحتضنها برفق، محاولًا أن يطمئنها أكثر. كان قربه منها يجعلها تشعر بالأمان، وكأنها محاطة بحماية غير محدودة.
استمرت المياه الدافئة في احتضانها، ومع كل لحظة كانت تشعر بالراحة تتسلل إليها. "شكرًا لك، أندرو." همست بإرهاق وهي تغمض عينيها، محاطة بحنانه وحبه.
بينما كانوا في تلك اللحظة الهادئة، كان كل شيء يبدو مثاليًا. كانت العواطف تتدفق بينهما، والشعور بالأمان والحنان كان يملأ المكان. أندرو أدرك كم هو محظوظ لكونه بجانبها، وكانت تلك اللحظات تمنحه القوة.
رفعت رأسها لتستدير وتتكيء فوق صدره على بطنه، ووضعت يده على خصرها بلطف. كان وجهها قريبًا منه، وعينيها تنظران إليه بعمق. اقتربت منه، تدمج شفتيهما بلطف.
أحاط ذراعه حولها بشدة أكبر، بينما استجابت له بحركة رقيقة، متعمقة في القبلة. قربها منه زاد من الشعور بالحنان، وكان يديه تتنقل بين عنقها وخصرها، يشعر بحرارة جسدها تحت لمسات
أصابعه.
تعمقت القبلة أكثر، وكأنهما نسيا كل شيء من حولهما. كانت لحظاتهما مملوءة بالشغف، بينما كان يده الأخرى تشدها برفق على خصرها، كأنما يحاول تأكيد أنها ملك له.
تخللتهما مشاعر من السعادة والحب، وبدت اللحظة كأنها خيالية، حيث تداخلت أنفاسهما معًا.
استمروا في تقاسم تلك اللحظات، وكأن الزمن قد توقف. بين أحضانه، وجدت إيليف الأمان، بينما
أندرو كان يشعر بأنه لا يوجد شيء أجمل من هذا الحب. كان قلبه يخفق بقوة، وكل نبضة تعبر عن مشاعره لها.
مع كل لحظة، كانت المياه تتدفق حولهما، تجسّد تلك اللحظات الرومانسية. كان كل شيء يبدو مثاليًا، كأنهما في عالم خاص بهم. وفي النهاية، أخذ أندرو نفسًا عميقًا، شعر بأنه لن يتخلى عن هذه اللحظة، ولن يسمح لأي شيء أن يفرق بينهما.

𝑰 𝑾𝑨𝑵𝑻 𝒀𝑶𝑼 𝑭𝑶𝑹 𝑴𝒀𝑺𝑬𝑳𝑭 𝑶𝑵𝑳𝒀 ❀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن