أربعه ولأربعون

98 0 0
                                    

مرت حوالي ثلاثة أيام مليئة بالسعادة، حيث كان الجميع يعيش في أجواء من الفرح والترقب بخصوص خطوبة الفتيات. كان الفرح يزداد خاصةً بين الفتيات، حيث كن يتحدثن بحماس عن التحضيرات التي ستبدأ بعد عودة والديهم بعد أسبوع. الحديث عن الزفاف والألوان والتفاصيل الصغيرة كان يدور في كل مكان، مما أضفى جواً من الأمل والبهجة في قلوبهن.
نزلت ميلان من الدرج، تحمل حقيبة والدتها بحرص. كانت تشعر بالحماس الذي يملأ المكان، وفي أعقابها كانت ليا تحمل حقيبة جورج.
عندما وصلتا إلى الخارج، رأتا جورج يقف بجانب ماري مع اولاده، وكانت إيليف وكيراز يقفان بالقرب منهما. كانت الأجواء مليئة بالضحكات والمزاح، حيث كان أركون يمثل الحزن بطريقة طفولية. كانت ملامحه تجسد حزنًا مبالغًا فيه وهو يقول: لا تتأخروا، وسوف نشتاق لكم جداً...اااه
ابتسم الجميع على تصرفاته الطفولية،كانت تعبيرات أركون مبهجة ولطيفه.
إيليف نظرت إليهم بهدوء، وردت بابتسامة مرحة: سوف نشعر بالملل بدونكم. الجميع غادر، حتى أريا وإيما، وأيضاً كيفين رحل. أصبح المكان مملًا أكثر الآن، لأنه كان دائماً يحب اللعب معنا. وأنتم ستذهبون أيضاً...
ثم تابعت بمرح وهي تتحدث إلى ماري: آه، أمي، لا تنسي أن تحضري الكنزه التي أخبرتك عنها. لقد أرسلت لك صورتها، حسناً؟
رد أركون بطريقة غير جدية: لماذا أشعر أنك أصبحت غير طبيعية منذ ثلاثة أيام؟ هل صدمت رأسك بشيء؟ هل حرارتك مرتفعة؟ اقترب منها بحذر، يتفحص جبينها بفضول، مما جعل الضحكات تملأ المكان مرة أخرى.
إيليف ضحكت بصوت لطيف، يحمل نغمة طفولية جداً، وقالت: أنا طبيعية، حرارتي ليست مرتفعة... ماذا أفعل، أنا واقعة في الحب.
كانت نظرتها تتجه نحو "أندرو"، حيث تزينت عينيها بابتسامة خجولة، وكأنها تعبر عن مشاعرها دون الحاجة للكلمات. الضحكة التي خرجت منها كانت كأنها تنقل حلاوة الطفولة وعمق الحب في نفس الوقت.
أندرو كان واقفًا على مقربة، يراقبها بهدوء، وعينيه مليئتان بالإعجاب. كان سعيدًا برؤيتها بهذه الحالة. في تلك اللحظة، كانت إيليف تمثل له كل شيء، وجعلت قلبه ينبض بشدة، وكأن كل ما حولهما قد اختفى، وكانا في عالم خاص بهما.
كانت ميلان وقفت هناك، مزيج من الهدوء والفرح المخفي والحزن المزيف يملأ قلبها. بصوت هادئ، قالت: إذاً، سوف نشتاق لكم جداً. لا تتأخروا، حسناً؟ اقتربت من والدتها وجورج وعانقتهما بلطف، وكأنها تحاول أن تخبئ مشاعرها الحقيقية وراء ابتسامتها.

همست ليا إلى رزان بحذر، عينيها تتأملان الأجواء المحيطة. قالت: أختك مخادعة، تمثل أنها حزينة، ومن داخلها سعيدة لأنهم سوف يغادرون. كان صوتها منخفضًا للغاية، حتى لا تسمعها ميلان التي كانت لا تزال تتبادل.
رزان لم تكن قادرة على إخفاء فرحتها أيضاً، همست بدورها: وأنا لا أنكر أنني سعيدة لأنهم سيغادرون. لقد منعونا من الاقتراب من حبيبنا، والآن سنستغل الفرصة.
لكن ليا تذكرت شيئًا مهمًا، همست مرة أخرى: آه، نسيت أن أخبرك، لقد جعلوا توماس كحارس لنا. عند نومنا، سيغلق علينا الغرف لكي لا نخرج ونذهب إلى غرفهم.
رزان كانت مذهولة، فصاحت بصوت عالٍ: ماذا؟

𝑰 𝑾𝑨𝑵𝑻 𝒀𝑶𝑼 𝑭𝑶𝑹 𝑴𝒀𝑺𝑬𝑳𝑭 𝑶𝑵𝑳𝒀 ❀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن