البارت الثلاثين

62 4 0
                                    

توقفت السيارة بجانب القصر، ونزل توماس بهدوء، ومعه كيراز. اتجها إلى المقعد الخلفي حيث كان إبنهما أولجان نائمًا، حمله توماس برفق ووضع يده حول عنق زوجته ليبتسم لها بحنان. دخلا القصر معًا، لكنهما توقفا فجأة عند رؤية رجل يجلس في الصالة.
سألت كيراز بستغراب: من هذا توماس؟ ماذا يفعل هنا؟
نظر توماس إليها بابتسامة مطمئنة ليقول: هذا الشخص الذي كلفته بالبحث عن عائلتي. أعتقد أنه وجد شيئًا يخصهم. حسنًا، خذي أولجان إلى غرفته، سأكون معك بعد قليل.
أومأت له كيراز وهي تحمل ابنها، متجهة إلى الطابق العلوي.
جلس توماس بجانب الرجل بهدوء، ونظر
إليه ليسأله: ماذا هناك؟ هل وجدت شيئًا؟
نظر الرجل إلى توماس وقال: لم أجد الكثير، ولكن علمت أن عائلتك انتقلت إلى إيطاليا قبل سنتين. كما علمت أن والدتك تزوجت، لكنني لست متأكدًا من صحة هذا الخبر. على كل حال، سأبحث أكثر وأخبرك بكل جديد. لكن يجب أن تعلم أن عائلتك الآن في إيطاليا.
شعر توماس بمزيج من الصدمة والفرح. استقام الرجل وغادر المكان، بينما تجمعت الدموع في عيني توماس بفرح. لم يستطع أن يمنع نفسه من التحدث بصوت عالٍ: أخيرًا، سأقابلكم، أمي... ميلان وإيليف...
في تلك اللحظة، تذكر توماس كل التفاصيل التي عاشها معهم. تذكر طفولته السعيدة في ظل والدته واخته الصغيره إيليف. تذكر كيف كان يلهو مع ميلان في الحديقة. تلك الأيام السعيدة التي كانت تبدو كأنها قد ضاعت إلى الأبد، لكن الآن هناك أمل.
صعد توماس السلم ببطء، ودخل غرفة أولجان. وجده نائمًا بهدوء في سريره، ووجد كيراز تجلس بجانبه، تمسح على جبينه بحنان.
نظرت كيراز إلى توماس وسألته بهدوء: هل أنت بخير؟
أومأ توماس برأسه وقال: نعم، لقد وجدتهم. إنهم في إيطاليا. أمي وإيليف وميلان... كلهم هناك.
ابتسمت كيراز وأمسكت بيد توماس بحنان: أنا سعيدة من أجلك. أعرف كم كان هذا الأمر مهمًا لك.
شعر توماس بالارتياح وهو يستلقي بجانب زوجته وابنه، وكانت عينيه لا تزالان تلمعان بدموع الفرح. الآن، كان يعرف أن هناك فرصة للقاء عائلته مجددًا، وأنه يستطيع أن يعيد وصل ما انقطع.
استقامت كيراز بابتسامة قائلة: سوف أجهز الغداء...
أومأ توماس وهو يضم ابنه بحب، ابتسمت كيراز على لطافة المنظر، ثم خرجت من الغرفة ونزلت إلى الأسفل متجهة إلى المطبخ.
حملت الحليب والدقيق ووضعتهما على الطاولة. فجأة، شهقت بفزع عندما شعرت بشخص يضمها من الخلف، غرس رأسه في عنقها بحب.
ضحكت لتقول: توماس، متى ستبطل عادتك هذه؟ أنا حامل، لا تنسى ذلك. الآن لا يمكنك.
قاطعها توماس وهو لا يزال يضمها: ولماذا لم تقولي نفس الشيء عندما كنت حاملاً بأولجان؟ وأيضًا عندما كنت حاملاً، كنت تأتي بنفسك وتجلسين في حضني. أنسيت هذا؟ والآن جاء دوري لأستمتع قليلاً...
أنهى كلامه وهو يقبل عنقها بلطف. استدارت كيراز لتقول بلطف: حسنًا، افعل ما تشاء، لن أعارضك، ولكن اتركني أجهز الغداء الآن. سوف يستيقظ أولجان في أي لحظة، أعلم...
كشر توماس وجهه بطريقة مضحكة ليقول: ألا تحبينني؟
كيراز بضحك وتفاجؤ: هااا؟
توماس:أنت لا تحبينني. وأيضًا لم أنسَ أنك عندما استيقظت اليوم صباحًا لم تكوني في الغرفة. بحثت عنك ورأيتك نائمة مع أولجان...
كيراز بضحك: توووم، أنت كبير، لست الطفل... الطفل هو أولجان، هو ابننا ولست أنت...
توماس بتذمر: ماذا أفعل؟ لا أحب عندما أستيقظ ولا أجدك بجانبي...
كيراز: عليك أن تتوقف عن هذا التفكير. أنت كبير...
قاطعها توماس بانزعاج: حسنًا، حسنًا، أنا كبير...
قلب عينيه وأدار وجهه بطريقة مضحكة. ضحكت كيراز عليه، اقتربت منه، وضعت يدها على فكه وأدارته لها، ثم دون سابق إنذار قبلته. ابتسم توماس وشد خصرها، متعمقًا في القبلة.
أمي...؟
ابتعدت كيراز بسرعة بصدمه ونظرت إلى أولجان الذي نظر إليهما بضحك. ابتسم له توماس، حمله ليقول:أيها الشقي، لنذهب للعب بينما والدتك تحضر الغداء.
نظر إلى كيراز التي أومأت بسرعة.كان الاثنان على وشك المغادرة، لكن توماس اقترب بسرعة من كيراز ووضع قبلة سريعة على خدها. نظرت له كيراز بصدمة، بينما ضحك أولجان وتوماس وخرجا من المطبخ.
ضحكت كيراز عليهما وعلى مشاغبتهما. رغم عمره، كان توماس دائمًا يتصرف بهذه الطريقة الطفولية، لكنها لا تنكر أنه يملك جانبًا منحرفًا وجدياً أيضاً.

𝑰 𝑾𝑨𝑵𝑻 𝒀𝑶𝑼 𝑭𝑶𝑹 𝑴𝒀𝑺𝑬𝑳𝑭 𝑶𝑵𝑳𝒀 ❀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن