بارت54

6 0 0
                                    

كان يجلس بمكتبه في غرفة أنيقة تحمل طابعًا عصريًا، حيث تداخلت الألوان الرمادية والأسود بطريقة تنسجم مع الأثاث والتفاصيل الدقيقة. كانت جدران الغرفة مكسوة بلون رمادي فاتح، مما أعطى إحساسًا بالهدوء والسكينة، بينما كانت الأرضية مصنوعة من خشب داكن، مضاءة بأضواء خافتة تضفي لمسة من الدفء على الأجواء.
المكتب نفسه كان قطعة فنية، مصنوعًا من خشب داكن لامع، يحمل طابعًا فريدًا مع حواف مقوسة تبرز البراعة الحرفية. على سطح المكتب، كانت هناك عدة رفوف مصنوعة من الزجاج، تتزين بكتب مرتبة بشكل أنيق، تحتوي على مجموعة التي كانت مختارة بعناية.
إلى جانب الكتب، كانت هناك رفوف أخرى تحتوي على زجاجات نبيذ فاخر، تتنوع أشكالها وأحجامها، تعكس ذوقه الرفيع في اختيار المشروبات. كل زجاجة كانت محاطة بمساحة صغيرة من الضوء الخافت، مما أضفى جمالية خاصة عليها. وكانت بعض الزجاجات تحمل تسميات مرموقة، تشير إلى أصلها، مثل نبيذ "بورجوندي" أو "بارباس" الذي يُعتبر من أفضل الأنواع.
في وسط الغرفة، كانت هناك أرائك مريحة تحمل لون الرمادي، مصممة بشكل عصري وملفوفة بقطع قماش ناعمة، تضيف لمسة من الفخامة. تتوسط الأرائك طاولة زجاجية من طابقين، تحمل على سطحها زجاجة نبيذ مفتوحة، إلى جانب كتابين مميزين.

الكتاب الأول كان بعنوان "Lolita"، وقد طُبع بغلاف أحمر زاهي يتناقض مع تفاصيله الداكنة. كان اسم المؤلف منقوشًا بطريقة فاخرة باللون الأصفر، وبجانب العنوان كانت هناك صورة لفتاة تحمل ملامح البراءة، بينما كانت الزهور الذابلة المحيطة بها تعكس الحزن والعزلة. هذه الصورة تعكس الطابع المعقد للرواية، التي تتناول هوس رجل بمراهقة، تاركة القارئ في حالة من التوتر والانفعالات المتضاربة.
أما الكتاب الثاني فكان بعنوان "You"، وقد اتخذ لون الأسود الغامق كخلفية، مع نقش الاسم باللون الأحمر الذي يعكس طابع الجريمة والإثارة. كانت صورة الرجل المرسومة على الغلاف تعكس ملامح الغموض والتعقيد النفسي، مما يثير فضول القارئ عن قصة الشاب المهووس بامرأة، الذي يفعل كل ما في وسعه للحصول عليها. هذه الرواية تجسد جوانب من الشغف والجنون، مستعرضة بذلك التأثير المدمر للقلق والتعلق العاطفي.
في زاوية المكتب، كانت نافذة كبيرة تطل على منظر طبيعي جميل، حيث كان الضوء الخافت للقمر يغمر الغرفة بلون دافئ، مما جعل الأجواء أكثر راحة. وكان بإمكانه رؤية الأشجار تتراقص بفعل نسيم الرياح، مما أضفى لمسة من السكينة على المكان.

في ذلك المكتب الراقي الدي يحمل طابع الفخامة، كانت هناك رائحة فاخرة تعطر المكان، ربما من العطر الثمين الذي استخدمه صاحب المكتب، الذي كان يتمتع بشخصية غامضة وقوية. الأضواء الهادئة التي تنبعث من مصابيح السقف كانت تضفي أجواءً من الدفء والراحة.
كانت الجدران محاطة بلوحات فنية أنيقة، كل منها يحمل قصة مختلفة. كانت إحدى اللوحات تجسد مشهدًا طبيعياً نابضاً بالحياة، حيث تتراقص الأشجار تحت تأثير نسيم رقيق، بينما تحمل أخرى تجسيدًا دراميًا لشخصية تتأمل في سماء مظلمة مليئة بالنجوم. كل لوحة كانت تتحدث بلغة فنية تخاطب الروح، مما جعل الغرفة ملاذًا للأفكار العميقة.
كان المكتب مصنوعًا من خشب داكن فاخر، يضفي لمسة من الأصالة والرفاهية. ملفات العمل كانت موضوعة بدقة على أحد جوانبه. كان كأس النبيد الأحمر، الذي كان بين يديه، يلمع تحت الضوء، وكأنه يناديه ليحتسي منه. كل رشفة كانت تعكس حالة من الاسترخاء والتأمل، بينما كانت عينيه تتبع حركات ميلان وإيليف اللتين كانتا تتقلبان على العشب الأخضر المورق في الحديقة.
ميلان كانت تضحك بمرح، بينما كانت إيليف تتمايل ببراءة على العشب، مما جعله يشعر بشيء غريب في قلبه. كانت ضحكاتهما تملأ الأجواء بالحياة، ولكن من خلف شاشة الكمبيوتر، كان هو يراقبها بنظرة حادة، كأنما كان يدرس كل تفاصيلها بدقه، يشعر بالسعادة عندما تضحك وتلعب.
انحنى قليلاً نحو المكتب وفتح أحد الملفات بعناية، بينما كانت أنامله تتحرك بخفة فوق الأوراق كأنه يهمس لها بأسرار لا تُحكى. كان يتأمل في أحد الصور الموضوعة على المكتب، صورة لفتاة تحمل ملامح البراءة، وجهها يشع بالضحك.
سوف تصبحين لي قريبًا، فقط انتظري. لم يتبقَ الكثير.، تمتم بهاوس، وهو يمسح إصبعه برفق على وجه الفتاة في الصورة. كانت تلك الكلمات تحمل معاني متعددة؛ من الحب والاشتياق إلى التملك والرغبة القوية في السيطرة. كان ينظر إلى الشاشة مرة أخرى، حيث كانت الحديقة مليئة بالحياة والضحك، بينما كان هو في عالمه الخاص، محاطًا بالظل والظلام، يفكر بخطة معقدة.

𝑰 𝑾𝑨𝑵𝑻 𝒀𝑶𝑼 𝑭𝑶𝑹 𝑴𝒀𝑺𝑬𝑳𝑭 𝑶𝑵𝑳𝒀 ❀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن