عشان وعدتكم انزلكم حلقة دسمة نزلتلكم الحلقة دي كمان النهاردة
**********مهزومة مكسورة احتضنت دفترها من جديد وتوجهت إلى بيت أهلها بعدما تأكدت من عنوانهم لأكثر من الف مرة بواسطة الدفتر، سارت شمس تقدم قدم وتؤخر الأخرى وهي تتخيل ردة فعل أهلها وتتذكر كيف تركوها للموت وتخلوا عنها ودون أن تشعر وجدت نفسها ضلت السبيل لتجد نفسها من جديد متوجهة باتجاه بيت يوسف...
دخل يوسف في الصباح ليطمئن إذا ما كانت شمس لازالت في بيتهما ام حدثت الطامة الكبرى ورحلت روحه عنه، ندهها فلم تجبه فانخلع قلبه من محله، ففزع ناحية باب حجرتها ودقه بعنف فاستيقظت شمس من كابوسها مفزوعة تحاول استيعاب ماجرى في منامها وما يجري الآن أمام بابها
تنفس يوسف الصعداء عندما علم أن شمس مازالت هنا معه في بيته... في حجرته... في سريره
تناولا فطورهما سويا وقرر ان يعوضها عن نزهة يوم امس التي لم تتم، فاتصل بمطعمها المفضل وجدد الحجز ووعدها أن يعود قبيل العصر ليصطحبها إليه وسيعد لها مفاجئة أخرى
قبل قرابة نصف ساعة من الموعد الذي اتفقا عليه أخرجت شمس بطريقة عشوائية طقم ملابس من الأطقم التي أحضرها دكتور يوسف ووضعت بعض من مساحيق التجميل التي أحضرها أيضا وتزينت وتعطرت من ثم خرجت إليه بكامل زينتها ففتح فاهه مندهشا من جمالها النادر ولكن شمس لم تلحظ افتتانه بها فقد كانت مشغولة الفكر تسترجع الكابوس الذي حلمت به في الصباح وتتسأل في نفسها هل حقا زوجها بتلك البشاعة التي يصفها يوسف والتي بانت لها في حلمها الرهيب هذا الصباح، أم أنها هي حقا الخاطئة، هل علاقتها بيوسف بريئة حقا كما يدعي! إذا لماذا يستقر بقرارة نفسها كل هذا الشعور بالعهر المقيت!
أمام المطعم بعدما أوقف السيارة ترجل، ذهب مسرعا ناحية بابها ثم فتح الباب وهو مطأطأ الرأس مائلا نحوها بوقار ويده الأخرى الغير ممسكه بباب السيارة مفرودة ناحية المطعم في مشهد كلاسيكي معتاد في الأفلام الأجنبية القديمة والعربية أيضا، يحدث هذا دائما ما بين السائق وبين سيدة راقية من الطبقة الأرستقراطية، ابتسمت شمس من هيئته العجيبة برغم ضيقها وفي أثناء مصارحتها له بأنها لم ترى مثل هذه المشاهد إلا في الأفلام السينمائية اتضح لها أن الواقف أمامها ليس يوسف حبيبها بل هو مراد زوجها والذي قفز من ذاكرتها فجأة ليشتت خواطرها أكثر من تشتتها، سارت شمس مسرورة مع مراد الممسك بيدها في ود جميل واولادهما أمامهما يقفزان ويمرحان في سعادة، يوسف البالغ من العمر خمسة أعوام وسوزان التي تجاوزت السابعة بشهور قلائل، في المطعم جلس الأب والأم حول الطاولة، طلب لها مراد جميع أصناف الطعام التي تفضلها، على عكس يوسف الذي يطلب لها الآن الأصناف التي لم تعتاد ابدا على تناولها مثل مثلا الدجاج بصوص البيكتا، فهي تتناول الدجاج على طريقة( البانية) وليس بهذه الطريقة، وهذا اكبر دليل على أن يوسف كاذب، هو لا يعرفها حقا ولا يعرف ما تحب ولا ما تكره ، عندما حضر الطعام راح زوج شمس يطعمها بحنان في فاهها مثلما يحاول يوسف أن يفعل الان ولكنها ابت تناول الطعام من يوسف على عكس ردة فعلها مع زوجها، كانت شمس تتناول الطعام من زوجها في فاهها بسرور وامتنان في حين راح طفلاهما يلعبان في الركن الخاص بالأطفال مثلما يلعب كل هؤلاء الأطفال الذين تراقبهم شمس الآن في شوق وحنين قاتل وكأن ولديها بينهم، لقد كونوا هي وزوجها وولديها أسرة صغيرة وسعيدة بلا أدنى شك، أن يوسف مدلس كاذب... ولكن إذا كان كذلك فلماذا مازالت شمس تشعر دائما في قرارة نفسها بالعهر والعار!
بعد تناولهم الغذاء، اشترى يوسف لشمس هاتف جوال جديد باهظ الثمن ولم تشعر شمس أبدا بذرة شكر ولا امتنان له، أنه مجرد وصمة عار في حياتها.
عندما عادا إلى البيت قررت شمس البحث عن زوجها على مواقع التواصل الاجتماعي حسب الاسم الذي سجله يوسف في الدفتر باستخدام الهاتف المحمول الذي اشتراه من توه لها ليسليها في أثناء وحدتها، وبعد بحث طويل وجدت شمس حسابه على الفيس بوك.
عندما قرأت شمس الوظيفة من جديد، تذكرت كل شيء، تذكرت قصة حبهما الجميلة، وايقنت أن يوسف كاذب... ام انها حقا عاهرة!
إن زوجها يعمل في نفس الكلية التي تخرجت منها، لقد كان أستاذها...
من أول يوما لها في الجامعة لفت نظرها هذا الشاب الوسيم الذي يكبرها بعامين، لقد تمنت ان يكون هو وحده ولا سواه زوجها في المستقبل القريب، ولم تكن هذه أمنيتها لوحدها بل كانت أمنية أكثر من نصف الفتيات في الجامعة وازدادت الفتيات وكذلك شمس إعجابا به وملاحقة له خاصة بعدما تعين معيدا في جامعتها، واحتدمت المنافسة بينهن واشتد احتدامها وبرغم خجلها المبالغ فيه وانطوائها وبرغم جرأتهن المبالغ فيها وتعمدهن لفت نظره نحوهن إلا أنه اختارها هي فقط من بينهن جميعا لتصبح رفيقة دربه وشريكة حياته، لقد اختار شمس بعناية فائقة، واعتنى بحبهما منذ رزقه الله بحبها.
عندما تقدم مراد لخطبة شمس رفضه أهلها لأسباب غير معلومة ولكنها بكت وانتحبت وهددتهم بأن تجهز على حياتها وتقتل نفسها إن لم تقترن به كزوجة، لقد كانت تلك فرصتها المثالية للارتباط بشخص مثالي لامثيل له وقد أثبتت لها الايام بعد ذلك صدق حدسها، واضح أيضا هنا على حسابه أمامها أنه صاحب مكتبة كبرى يبيع فيها اغراض شتى، لقد افتتح هذه المكتبة ليحسن دخله من أجلها وأجل أولادها ولم يكتفي بعمله في سلك التدريس بالجامعة، كم هو مكافح!... أنه كاذب، لم يكن أيا مما ذكره يوسف لها عن زوجها صحيحا... " لابد أنه شخصا مختل مريض احتال علي ليخطفني، ربما حتى الإقرار الذي أراني إياه إقرار مزور ليوهمني أن اهلي وزوجي قد تخلوا عني" هكذا فكرت شمس، شمس ستجن من ضراوة التفكير، عليها أن تتصل بالطبيب النفساني الذي أخبرها عنه يوسف.
سجلت شمس رقم الطبيب النفساني على هاتفها الجديد بلا اسم كما هو مسجل في دفترها بلا اسم وهمت بالاتصال به... ولكنها لا تعرف اسمه، لماذا لم يكتب لها يوسف اسم الطبيب النفساني الذي أخبرها أن هذا الرقم رقم هاتفه!
بعدما أدركت شمس هذا الأمر شعرت بالإحراج كونها لا تعلم اسم الطبيب الذي اتصلت به فهمت بإنهاء الاتصال قبل أن يكتمل، ولكنه كان قد رد على اتصالها، أن صوته مألوف للغاية، أنها تعرف هذا الصوت جيدا، أنه ليست طبيبا نفسيا أنه...
![](https://img.wattpad.com/cover/372472731-288-k227577.jpg)
أنت تقرأ
ملاكي الساقط
Художественная прозаدعونا نغوص في أعماق ابليس من شياطين الإنس (الملاك الساقط) أناس يعيشون بيننا نعتقد أنهم ملائكة وهم في الأصل يغلبون الشياطين في خبثهم ،هذه رواية تحذيرية وتعليمية ستعلمكم باذن الله كيفية التعامل مع شياطين الإنس والتلاعب بهم بدلا من تلاعبهم بكم.... ات...