ملاكي الساقط

حادثة انتحار شمس في منتصف الفصل التاسع

ياترى ايه الأحداث اللي مرت بيها شمس ودفعتها للأنتحار وهل محاولة انتحارها كانت فاشلة ولا ناجحة وهل قابلت يوسف ولالا، وهل هو اللي قابلته في المقابر في آخر لقطة في الجزء المنشور من الفصل الخامس ولو كان هو فأيه الأحداث اللي دارت بينهم وايه اللي افتكرته عن نفسها دفعها لمحاولة إنهاء حياتها
الرواية عبارة عن ١٢ فصل تابعوها عشان تعرفوا إجابة كل الاسئلة دي
########
جزء تشويقي من الفصل التاسع
######**
حدث هذا في منتصف رمضان لعام ٢٠٢٤
في لحظات يأس جارفة لم تكن قد عرفت أسبابها بعد ولم يمكنها وصفها تناولت السم من حقيبتها وهمت بتناوله...
صعدت شمس على كرسي عالٍ وجلبت الحقيبة القديمة التي بداخلها سم الفئران، وبعدما رفعتها من على علية الخزانة وجدت أسفلها مشغولات يدوية من الصوف ممزقة، والكثير من الرسومات الممزقة... لم تستوعب شمس لمن هذه الأشياء ومن وضعها هنا ولماذا هي ممزقة هكذا بطريقة تبدو أنها متعمدة، لم تفكر شمس كثيرا في هذه الأسئلة البلهاء عديمة المعنى فالموت يشغلها الآن عن الحياة، أعدت السم وهمت بتناوله...
ولكنها تذكرت يوسف فاتصلت به، ردت عليها موظفة الاستقبال:
الو... مساء الخير يافندم
- مساء النور... دكتور يوسف موجود لو سمحتي
- اه يافندم موجود حاليا في العيادة، ممكن تشرفينا لو حبيتى، هو قدامه ساعة بالكتير ويمشي، اقول لحضرتك عنوان العيادة ولا عرفاه
شردت شمس قليلا فنبهتها الموظفة:
الو...الو يافندم... حضرتك لسه معايا
- اه... معاكي، لو سمحتي قولي ليوسف... قصدي لدكتور يوسف أن شمس محتاجة تكلم معاك ضروري، ارجوكي... مسألة حياة أو موت
- انا اسفة يافندم والله؛ بس دكتور يوسف مبيتواصلش خالص مع حد عن طريق التليفون
- بس قوليله شمس عايزة تكلمك
صمتت موظفة الاستقبال قليلا فانتظرتها شمس على جمر لتنطق وأخيرا قالت موظفة الاستقبال بحزم:
- انا قلتلك يافندم هو مبيكلمشي حد على التليفون ده، ممكن حضرتك تشرفينا في العيادة، أو تكلميه على تليفونه الخاص لوفيه حاجة ضرورية...
موظفة الاستقبال تعلم جيدا أن شمس لا تملك نمرة دكتور يوسف الشخصية، ولكنها طلبت منها ذلك لتعجزها ولتعلمها أنها تعلم أنه ليست هنالك أية معرفة شخصية بين شمس ودكتور يوسف...
بضيق ونفاذ صبر طلبت منها شمس أن  تعطيها رقم هاتفه الشخصي ، فردت عليها الموظفة بتهكم وصوت الانتصار يملأ فمها:
والله انا مقدرشي ادهولك يافندم، ممكن تاخديه منه هو
- انت مجنونة!... ايه الاستفزاز ده، انت إنسانة مستفزة وقليلة الادب، منا لو بقابله كنت هتصل بيكي ليه ماكنت هكلمه هوه على طول، اديني يوسف دلوقتي حالا وقوليله شمس عايزة تكلمك
راحت شمس تصيح في الموظفة بغضب عارم، كظت موظفة الاستقبال على أسنانها في غيظ وهي تقول لها:
اصبري دقيقة
غابت نصف دقيقة أو هكذا هيء لشمس ومن ثم عادت لتقول لها بشماتة بادية للأصم:
والله يافندم هو بيقول ميعرفكيش وميعرفشي حد بالأسم ده خالص، وقال ذي ماقلتلك بالظبط لو عايزة حاجة ضرورية ممكن تيجي العيادة وقال كمان أنك لو كنتي عرفاه معرفة شخصية كان طبيعي هيكون معاكي رقمه الشخصي
أغلقت شمس الهاتف في حسرة، وبعد أن ضاع أملها الأخير وضعت السم في كوب ووضعت عليه قليلا من الماء ثم همت بتجرعه ولكنها لم تحتمل الرائحة فما بالك بالمذاق، سكبت شمس السم في حوض الأطباق وغسلت الكوب ثم وضعت جرعات أقل منه ووضعت فوقه بعض العصير وهمت بتناوله ولكنها تذكرت أننا في نهار رمضان فخشيت أن تفسد صيامها، فخبأت الكوب حتى يحين وقت الإفطار.
تنبيه:
هذا حدث بالفعل وانا لا أمزح ولا أبالغ ولا حتى احاول خلق نوع من أنواع الكوميديا السوداء.
   *********
زوجها يعود من جامعته عصرا ثم يأخذ قيلولة حتى حلول الإفطار، يتناول وجبة الإفطار ثم يخرج إلى المكتبة ويظل بها حتى الثانية عشر مساءا ، ثم يسهر مع أصدقائه حتى الفجر ويعود لينام ساعتين أو ثلاثة ساعات ليستيقظ بعد ذلك ويذهب إلى كليته، حتى في أيام العطل إذا توفر لديه وقت فراغ يقضيه مع عائلته واصدقائه فشمس زوجته لا يتضمنها جدول اهتماماته، لذا هي لديها متسع من الوقت لتنفيذ مخططها الانتحاري...
   *********
بعدما انصرف زوجها بعد الافطار أخرجت السم من مخبأه وهمت مجددا بتجرعه ولكنها سمعت صوت أذان العشاء فاهتزت يدها وسقط الكوب وانكسر وقد شعرت أن هذه إشارة من الله لتتراجع عما نوته من كفر بالحياة، وبالفعل تراجعت وهمت بالانصراف من المطبخ وهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لكن وساوس شياطين  الإنس قد حاصرتها في محلها وحاوطتها من كل مكان، كل تلك الكلمات المرهقة المؤذية التي سمعتها طيلة حياتها راحت تهيم بعقلها وتزلزل روحها، عادت شمس مجددا ووضعت كميات أقل من السم في كوب جديد ثم وضعت عليه العصير وتجرعته دفعة واحدة، ثم... ثم ندمت أشد الندم على ما فعلته، هي لا تصدق أنها قامت بالفعل بأخذ هذه الخطوة البشعة التي كانت تراود عقلها دوما منذ زمن بعيد