انا عايزة أطلق

55 1 0
                                    

بداية الفصل الخامس
بداية مبشرة إن شاء الله هههههه
**********
الفصل الخامس
خمسة عشر يوما في المنفى
شمس تعاني الأمرين من رعاية طفلتها الرضيعة بالإضافة إلى الطفلين الكبيرين، فسوسن ليست طفلة  طبيعية بالمرة هي تبكي باستمرار ولا تنام إلا نادرا بالإضافة  الى أنها دائما  مريضة، وكذلك الطفلين الكبيرين ليسا طبيعيين أيضا فيوسف شديد العناد، لا يعتد أبدا بأوامر أمه وطلباتها ولا يبالي بأمه نفسها ولا يحترمها وهو دائما يوترها بشدة و يتعمد استفزازها، أما سوزان فهي شبه متوحدة قليلة التفاعل مع الوسط المحيط، مدمنة لاستخدام الهواتف المحمولة وهي أيضا لا تعير أمها أي اهتمام ولا تحترمها على الاطلاق، وبرغم كل ذلك لم تتلقى شمس أدنى تعاون في تربيتهم من أي أحد ، لم يتعاون معها أحدهم ولو بمجرد كلمة طيبة تطيب خاطرها وتهون عليها معاناتها، وكل ما كانت تلقاه من الجميع _وخاصة زوجها_  هو انتقادات حادة  وتقليل دائم من قدراتها كأم، خاصة مع حدوث العديد من الحوادث والأزمات الصحية للأطفال والتي كانت تواجهها وحدها وتُلام عليها من الجميع وحدها أيضا،  زاد هذا الإيذاء من أعيائها النفسي والجسدي إلى حد لا يحتمل وبرغم كل ذلك تحاملت شمس  على نفسها مانعة إياها من طلب المساعدة من أي كائن يكون وخاصة زوجها لأنها تعلم في قرارة نفسها انها امرأة خائنة عاهرة لا تستحق أية معاملة طيبة من زوجها ولا من أهلها ولا من أي أحد، هي لا تستحق أي شيء سوى المعاملة المهينة التي تليق بها...
لقد تمكنت منها هذه المشاعر السلبية بقسوة لحد مرعب ومهين دفعها للشعور بالراحة كلما أهانها زوجها والشعور بالسوء وتأنيب الضمير قلما عاملها بلطف، ولكنها أتى عليها يوم وخارت كل قواها فلم تعد تستطيع مقاومة الإعياء والاجهاد اللذين تشعر بهما باستمرار، وفي إحدى هذه الأيام الثقيلة المضنية طلبت شمس من زوجها أن يحضر لهم طعاما جاهزا من الخارج، برغم انها كانت  قد كفت عن ذلك منذ زمن...  
" تعالي ياهانم جبتلكم الاكل اللي طلبتيه اهوه...ماهو عشان تستريحي وتدلعي أنتي تخربي بيتي انا"
هكذا ندهها زوجها ليُعلمها وهو يعايرها أنه أحضر الطعام جاهزا كما طلبت، ذهبت شمس واستلقت على الكرسي أمام الطعام المغلف منهكة لا ترى أمامها
" هيه البعيدة مابتحسش ولا حاجه، مش كفايه جايبلك اكل جاهز، كمان انشليتي في ايدك مش عارفة تجيبي طباق وتغرفيه وترصيه ذي البني ادمين"
هكذا راح  زوجها يوبخها باحتقار، فاوشكت على البكاء وهي تخبره بأنها مريضة ومنهكة للغاية فقاطعها ناهرا إياها بعنف وهو يصرخ في وجهها:
مانت من يوم ماجوزتك وانت مريضة ومعلولة كده، رضينا بالهم والهم مش راضي بينا على رأي ستك شمس الله يرحمها، ارتاحت منك والله... ياماما انا واخدك على عيبك وراضي وساكت... ربنا ياخدك ونرتاح منك بقى، يارب تحصلي ستك...
وقال لها المزيد والكثير من الكلمات والجمل المشابهة لهذه العينات وبرغم أن شمس من المفترض أنها اعتادت على أسلوبه الا أنها في هذا اليوم بالذات كانت في حالة مزاجية وصحية لم تكن لتسمح لها بتحمل المزيد منه، حاولت التماسك كي لا تنفجر  وقامت مستاءة وذهبت لتجلب الاطباق والصحون وهي تترنح وهو يراها وتبكي دون أن يراها  ثم عادت عابسة بعد أن جففت مدامعها في المطبخ وسارت ببطء نحوه وهي تنظر إليه بحسرة وهو ينظر إليها بقرف كما اعتاد
" ايوا... ايوا...ادلعي واستهبلي...ايوا ياختي مثلي ...ماخلاص جبت الاكل وخربتي بيتي ايه لازمته التمثيل ده كله..."
ثم تمتم من جديد: ربنا ياخدك ونرتاح منك
وهنا انفجرت شمس  وفقدت السيطرة على نفسها فألقت الأطباق من يدها بعنف في الأرض فكُسر منها ما كان قابل للكسر، وبالطبع هاج الزوج واتصل بالأهل ليخبرهم بما فعلته ابنتهم عديمة التربية وكذلك اتصل بوالدته لتاتي وترى البلوى الذي ابتلاهم بها الله، وقد سمع الشجار الحاد بينهما باقي الأهل والجيران فهرعوا إلى موقع الحادثة، وحينها ضُبطت شمس متلبسة  مع الدليل على جرمها المشهود، غلطها الجميع وانتقدوا سوء تصرفها وسوء سلوكها مع هذا الزوج الصالح المسكين الذي احضر لها الطعام لتوه جاهزا، ولكن شمس لم  تسكت لهم  فقد تمادت في صراخها ووبختهم جميعا وطردت بعضهم، وكان من ضمن المطرودين بنات خال مراد_ صوفيا واخواتها_ وبعض أقاربه الذين ابت شمس هذه المرة أن يتدخلوا هم بالتحديد من جديد في حياتها ولكن رد فعل زوجها على طردهم قتلها بحيث طلب منها الاعتذار وتقبيل رؤوسهم فأبت شمس فعل ذلك فطلب منهم هم البقاء في شقتها  وطردها هي إلى بيت اهلها، طردها زوجها بمنتهى الإهانة أمام الجميع وابنائها ولديه عذره بالطبع فلقد جُنت المرأة بالكامل وذهب إلى الأبد عقلها... يا للزوج المسكين ويالسوء حظ ابنائها!
هكذا راح يتمتم كل الشهود على هذه الواقعة، ومن اشهدهم الشهود على ما شاهدوه...
في بيت اهلها تناوب الأهل علي توبيخها ونهرها وزجرها ولم يدعوا لها اية فرصة لتهدأ، فأظهرت لهم شمس بعضا من بواقي الجنون، ثم دخلت غرفتها وأغلقت الباب بقوة كادت تكسره وتركتهم بالخارج يسبون ويلعنون فيها وفي اليوم الذي ولدت فيه وهي بداخلها بالداخل تفعل نفس الشيء بنفسها...
راحت شمس تراجع كل ما حدث في عقلها، وتتساءل بعنف وحيرة  ما الذي دفعها لكل هذه الحماقات وهذا الجنون، ودفعها عدم إيجاد أي أجوبة لأسئلتها للندم أشد الندم على كل ما فعلته وقالته خاصة حين راحت تتذكر نظرات الجميع وتلميحاتهم عنها، لقد شعرت بالحرج الشديد وازداد شعورها بالعار من نفسها ، ستصبح سيرتها أضحوكة على كل الألسنة لعام قادم مثلما الأعوام الماضية، لم تستطع النوم طيلة الليل هي ولا ابنتها الرضيعة التي صرعت من هذا الموقف الصادم في بداية عمرها البريء مثلما صدما سوزان ويوسف اللذان رفض والدهما أن تصطحبهما الأم المجنونة معها ، مرت على شمس  وسوسن ليلة طويلة مريرة ولم تكن الأولى من نوعها بالنسبة لشمس مثلما تذكرت، انتهت هذه الليلة بقرار حاسم وقطعي، وفي الصباح صارحت شمس أهلها: 
انا عايزة أطلق
*******
وجود شمس في بيت أهلها هيديها فرصة ترجع تدور ع يوسف من جديد

ملاكي الساقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن