ياريت تشجعوني على الاستمرار
*********
لا!... هذا ليس عاديا! عليها أن تذهب إليه مجددا.
*********
"رايحه فين ياهانم السعادي ومن غير استأذان"
سوء الحظ لا يفارقها أبدا فقد قابلها زوجها بسيارته أثناء محاولتها الذهاب ليوسف مجددا قبل حتى أن تخرج من شارع أهلها، تلعثمت وهي تجيبه:
أنا...كنت رايحة...لواحدة صاحبتي.
صاحبتك!... طيب اركبي اركبي
"وانت كنت رايح فين"
سالته شمس وهي تركب بجواره السيارة
"أنا جاي اخدك انت والولاد عشان نروح"
في طريق العودة سألها مجددا وهو ينظر إليها بامتعاض وريبة وقرف:
كنتي رايحة فين بقى!
-ماقلت لك كنت رايحه لصاحبتي
-صاحبتك مين!
-رحيل
-اااه رحيل
قالها ثم فلتت منه ضحكة شيطانية ساخرة، فسألته خائفة متوجزة: أنت بتضحك على ايه!
-لامفيش
قالها ثم ضحك نفس الضحكة مجددا،فبلغ منها التوتر مبلغه وصاحت به:
ماتقول أنت بتضحك على أيه كده
-بضحك على كذبك، مبتبطليش كذب أبدا
جف حلق شمس من رعبها وسألت زوجها: أنت ليه بتقول كده!
-عشان انتي ملكيش صحاب أصلا، صحابك كلهم طفشوا منك ومن عاميلك السودة وسابوكي، مفيش حد في الدنيا مستحملك ولا طايقك غيري أنا... حتى يوسف طفش منك...
تصلبت في مكانها وتصلب شعر رأسها حين سمعت اسمه على لسان زوجها، ظنت أنها أخطأت السمع فنظفت أذنها بإصبعها لتسمعه جيدا فسمعته يُكمل وهو يكظ على أسنانه في غيرة وغيظ:
يوسف اللي كنت رايحاله
توقف قلبها واستطرد زوجها:
عايزه تروحي ليوسف قوليلي وأنا اوديكي
قالها ثم راح فجأة يقود السيارة بطريقة مرعبة وكأنه ينتحر ويجبرهم على الانتحار معه، هلعت شمس وأطفالها أشد الهلع، وكذلك هلعت القطط والكلاب في الشوارع ورغم فرارهم بعيدا عن قلب الحدث إلا أن بعضهم لم يسلم من الدهس تحت اطارات سيارته وأثناء ذلك كله كان زوجها ينظر في وجهها ويبتسم بهدوء سادي مرعب وكأنه يتلذذ بهلعها، وفجأة تذكرت كالعادة أن هذه لم تكن المرة الوحيدة التي يقود فيها زوجها سيارته بهذه الطريقة المرعبة، هل كانت ذاهبة إلى يوسف في كل المرات السابقة! يالها من عاهرة!
لم تصدق شمس أنهم عادوا إلى المنزل أحياء فقد ظل جسدها ينتفض لبضعة ساعات بعدها والصغيرة التي صُرعت بشدة كانت تبكي رعبا بجوارها ،هي لا تقوى حتى على تهدئتها، فشمس نفسها بحاجه الى من يقوم بتهدئتها، تذكرت يوسف حينها وتذكرت ما ذكره لها عن كرهها المفاجئ لأفلام الرعب، لقد كان معه ألف حق في كل كلمة قالها وكل حرف، كان عليها أن تكره أيضا أفلام الحركة وليس الرعب فقط، كان عليها أن تكره كل شيء وكل أحد حتى ذاتها التي أيقنت الآن فقط - تمام اليقين - بعهرها.
قاطعها زوجها لأيام بعدها، وأصبح يزدريها بقوة أكبر من السابق لدرجة أنه لم يعد يطيق حتى النظر إلى وجهها، استسلمت شمس لعقابه و اعتذرت له باكية، اعترفت بخطيئتها الكبرى وهي تُقبل يده مستجدية لمسامحته، لم يسامحها فكررت المحاولة مجددا ولم يسامحها فكررتها مجددا فسامحها أخيرا ولما سامحها سألته باستغراب عن كيفية معرفته عن نيتها لزيارة يوسف فأجابها كما كان يجيبها دائما: أنا قلتلك ميت مرة أنا مخاوي وليه كرامات، مفيش حاجه بتستخبى عليه أنا ربنا كاشفلي الغيب عشان أنا طيب وغلبان ومظلوم معاكي، بس أنتي اللي مكنتيش بتصدقيني
لقد باتت تصدقه الآن، وراحت تسجل كل ما حدث في دفتر مذكراتها كي لا تنساه أبدا مجددا، في أثناء ذلك ارتطم نظرها برقم الهاتف الذي سجله يوسف في دفترها بلا اسم، هذا الرقم الذي اخبرها أنه رقم طبيب نفساني، بيد مرتجفة تناولت شمس هاتفها وقامت بالاتصال به، وبرغم أن الصوت القادم من الجهة الأخرى للهاتف أنثوي للغاية إلا أنها سألتها السؤال الذي أملاه عليها قلبها:
هي دي نمرة دكتور يوسف لو سمحتي
-ايوا يافندم دي نمرة دكتور يوسف عبد الجواد بس هو مش موجود دلوقتي...
أنت تقرأ
ملاكي الساقط
Genel Kurguدعونا نغوص في أعماق ابليس من شياطين الإنس (الملاك الساقط) أناس يعيشون بيننا نعتقد أنهم ملائكة وهم في الأصل يغلبون الشياطين في خبثهم ،هذه رواية تحذيرية وتعليمية ستعلمكم باذن الله كيفية التعامل مع شياطين الإنس والتلاعب بهم بدلا من تلاعبهم بكم.... ات...
