- ايوا يافندم دي نمرة دكتور يوسف عبد الجواد بس هو مش موجود دلوقتي...
هكذا أكدت لها من ردت عليها أن هذه نمرة يوسف بعينه، ثم قالت أشياء كثيرة هامة ولكن شمس لم تلتفت أبدا لها لأنها كانت تفكر متسائلة في صدمة " من هذه!" ولماذا هي من ردت على هاتفه، اجابتها ظنونها بأنه لابد قد رأى اسمها على شاشة هاتفه وعلم أنها هي المتصلة فلم يشأ أن يجيب على اتصالها لذا أعطى الهاتف لهذه لتجيب عليه بدلا منه، أءِلى هذا الحد لم تعد تطيق حتى سماع صوتي يا يوسف ! هكذا صرخت بحسرة في نفسها، ولكن من هذه فهذا ليس صوت روان الذي تعلمه جيدا، هل هناك فتاة ثالثة!... أيها الخائن المتلاعب!... تبا لك!
"الو... الو... يااافندم... حضرتك لسه معايا"
شمس كانت متوترة للغاية فلم تستطع أن تجيبها وأغلقت الخط بوجهها، ثم خطرت على بالها فكرة، لماذا لا تبحث عن اسمه على الإنترنت باستخدام جوجل مثلا أو أحدى وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك، وهنا بحثت عن اسمه بالعربية فلم تجده ولم تجد أي معلومات عنه، وهناك راحت تبحث عنه بالإنجليزية فلم تجده أيضا، يوسف ياسر عبد الجواد!... وكأنه شبح غير موجود في الحياة، ربما يكتب اسمه على منصات التواصل الاجتماعي يوسف عبدالجواد مباشرة فالكثير يفعلون ذلك، عندما كتبت شمس اسمه بهذه الطريقة وجدته، أنه هو يوسف حبيبها، وأخيرا!
قامت بمراسلته على (ماسنجر) وأخبرته أنها تريده أن يتصل بها ضروري لأمر هام وعاجل وكتبت له رقم هاتفها تحسبا من أي حجج قد يتحجج بها كي لا يتواصل معها ، علم زوجها أنها كانت تبحث عن يوسف، وأنها راسلته وبالطبع شمس لم تسأله كيف علم بهذا فقد باتت على يقين بأنه لا يخفى عليه خافية، راح مراد يوبخها ويسبها على فعلتها الدنيئة ثم باغتها وهو يسحبها من على سريرها ويسحلها أمام الناس جميعها ولاسيما أبنائها، دفعها بعنف باتجاه السيارة لتركب بها وهو يصرخ متهكما:
هو أنا مش قلتلك ميت مرة لو عايزة تروحي ليوسف تعالي وانا اوديكي
عندما همت شمس بالركوب على الكرسي الأمامي بجواره سحبها بعنف مجددا ودفعها للركوب في السيارة من الخلف فلا يجوز لنجسة مثلها أن تركب بجوار هذا الشريف، قاد السيارة بنفس طريقته المرعبة حد الموت وصولا إلى المقابر، أدخلها عنوة وأوقفها أمام القبر الذي رأت سابقا والد يوسف واقفا أمامه، راحت شمس تنتفض وترتجف وترتعش بقوة كادت تسقطها أرضا لأكثر من مرة ولكن زوجها حرمها من حق الانهيار، أمسكها بعنف من خلفها كي لا تقع حتى أنها خيل لها أنها تسمع أزيز ضلوعها وقلبها اللذان يئنان بقسوة تحت قبضته، أمسك ذقنها بقوة بين أصابعه محاولًا ضبط مجال رؤيتها أمام الاسم الموجود على شاهد القبر مباشرة، أغمضت شمس عيناها المرتعشة بشدة فهي لا تريد قراءة الاسم الذي تعرفه جيدا، فلكمها مراد بقوة على خدها لتفتح عينها عنوة وقرأت اسمه على شاهد قبره...
هي لا تستطيع معرفة ماذا حدث بعد ذلك، فتحت جفنيها الثقال بصعوبة وكأنها عائدة من الموت فوجدت نفسها على سريرها الصغير في هذه الحجرة الضيقة الكئيبة في بيت أهلها، والجميع ملتفون حولها يتشاورون في أمرها هي ويوسف وهم يضربون كفا بكف حسرة عليها...
أنت تقرأ
ملاكي الساقط
General Fictionدعونا نغوص في أعماق ابليس من شياطين الإنس (الملاك الساقط) أناس يعيشون بيننا نعتقد أنهم ملائكة وهم في الأصل يغلبون الشياطين في خبثهم ،هذه رواية تحذيرية وتعليمية ستعلمكم باذن الله كيفية التعامل مع شياطين الإنس والتلاعب بهم بدلا من تلاعبهم بكم.... ات...
