الجزء الرابع من الفصل الرابع

65 2 0
                                    

والفصل كله عبارة عن دراما عائلية
الفصل الجاي إن شاء الله هترجع شمس تدور على يوسف من جديد بعد ما بتتأكد تماما من صدقه وبنعيش معاها مغامرات شيقة في رحلة بحثها المضنية عنه
*********
مالك يا ملبستي بتبصيلي كده ليه
انتفضت شمس من على قدميه مفزوعة وسألته بتوجس:
ايه ملبسة دي!... معناه ايه الاسم ده!
حكى لها مراد نفس القصة التي حكاها لها يوسف مؤكدا صدقه، تضمنت قصة مراد أيضا إنقاذ دكتور ياسر عبد الجواد لها والذي كان جارهم في ذلك الوقت، شردت شمس مصدومة تفكر في يوسف الصادق
"انت شكلك لسه زعلانه مني ومش مسمحاني"
هكذا ظن زوجها فقدم لها عرض سخي تكفيرا لذنوبه معها في الفترة الماضية
"تعالي نروح نقعد في مكان هادئ ونشرب كوبيتين ليمون وتفضفضيلي عن كل همومك، شكلك كده في كلام كتير عايزة تقوليه وانا عايز اسمعك" 
سارت (شمس) متجهمة وهي لا تبالي بعرض زوجها، رفضت عرضه دون إدراك لكونها تضيع فرصة من يدها لن تعوض على الاطلاق
لاحقا بعدما فاقت شمس قليلا من صدمتها وظنت أن هذه معلومة عامة أيضا وليست بالضرورة أن تثبت صدق يوسف من كذبه، سألت زوجها بترقب وتوجس لتتأكد: انا ليه عمري ماسمعتك بتناديني (ملبسة) قبل كده!
فرد مراد عليها برده الصادم وعينيه مليئة بكل الاتهامات التي كانت تخشاها شمس: انت مبتحبنيش اقلك (ملبسة) أبدا، لأن صحابك القدام كانوا بينادوكي بالاسم ده فأنت مبتحبنيش اناديكي زيهم، انا كنت بقلك يا ملاكي، بس بطلت.
- بطلت! ليه!
- عشان اكتشفت انك شيطانة...
ثم تمتم بسخرية:
الملاك الساقط
-ايه! يعني ايه الملاك الساقط دي!
سالته شمس وقلبها يرتجف في محله فشرح لها أن لفظة الملاك الساقط تقال كناية عن ابليس وهي لفظة مشهورة في المسيحية، وهذا كان تلميح واضح جدا من مراد عن سقوطها
في هذه الفترة بعدما بدأت تتأكد نسبيا من صدقه عاد يوسف ليشغل تفكيرها بحدة من جديد وبسبب تلميحات زوجها السخيفة التي لا تتوقف ظنت شمس أن يوسف كان صادقا في كل شيء أخبرها به إلا في كون حبهما بريء، هو فقط اخبرها بذلك كي لا يجرح مشاعرها، ليست تلميحات زوجها فقط هي التي جعلتها تظن في نفسها السوء فهي من قبل حوارها مع زوجها ومن قبل تلميحاته السخيفة المتوالية ومن قبل حتى أن يخبرها يوسف بقصة حبهما كانت تشعر في قرارة نفسها بشعور مريع طوال الوقت، شعور بالدونية والعار والعهر والسقوط...الخ، سيطرت فكرة كونها امرأة ساقطة على ذهنها ونغصت لعدة أيام عيشها  ولكن الغريب هنا أن زوجها ظل لطيفا جدا معها بطريقة غريبة كانت تشعرها بالذنب الرهيب اتجاهه، هذا الشعور بالذنب جعلها تحتقر نفسها أكثر واكثر وازداد شعورها بالدونية وعدم الاستحقاق أضعافا مضاعفة، كادت أن تقتلع قلبها من محله كلما أتى على ذكر يوسف...
بمرور الوقت وباستمرار زوجها في معاملتها بلطف رغم يقينه بسقوطها وشكها ذهب يوسف من عقلها وحل محله زوجها وسلوكياته الغريبة معها، لماذا يبالغ في اللطف معها إلى هذا الحد في هذا الوقت! لماذا كان يبالغ في معاملته القاسية لها في اوقات سابقة، لماذا وكيف يتغير هكذا فجأة بهذا الشكل الصادم وكأنه شخصين لا يعرفان بعضهما البعض!
بعد تفكير مرير في أسباب منطقية لتغيره الحميد الأخيرفجأة هكذا من جديد، ظنت شمس أن أحدا من أهلها حدثه في أمرها دون علمها فسعدت كثيرا باهتمامهم بها، وعندما استمر زوجها في معاملتها بطيبة وبدأت تتأكد أنه لن يعود إلى سوؤه مجددا طلبت هي منه الخروج لتناول كوبين من عصير الليمون في مكان هادئ لأن لديها الكثير من الهموم التي تعتلي صدرها وتريد أن تزيحها بالفضفضة له
"انا مشغول...مش فاضيلك"
هذا كان رده الدائم عليها، ليس فقط عندما طلبت منه الخروج للتنزه لأنها تشعر بالضيق الشديد والاكتئاب ولا حتى عندما كانت تطلب منه أن يجلس معها في شرفة المنزل لتفضفض له عن بعض همومها واحزانها ، بل إن هذا الرد الغليظ كان رده الوحيد أيضا عندما طلبت شمس منه مرارا وتكرار أن يذهب معها لأجراء بعض التحاليل الطبية الهامة والتي قد طلبها منها الطبيب المتابع لحملها، طلب منها مراد أن تذهب لإجراء تلك التحاليل مع اخوها أو مع والدها وفوق هذا رفض أعطاؤها المال لأجراء التحاليل بحجة أنه لا يملك مبلغ الثلاثمائة جنيه المطلوبة
بعد أقل من أسبوع من هذه الحادثة، شعرت شمس بارتعاشة يدها تزداد بشكل غير مسبوق حتى أن كل الاشياء التي كانت تحاول الامساك بها كانت تسقط من يدها، بعد توسلات لزوجها وافق متبرما أن يصطحب شمس إلى الطبيب ولكن ابنة خالته صفية آن أوان ولادتها فاصطحبها مراد إلى المستشفى كي تضع جنينها لأن سيارة زوجها كانت معطلة، ظل بجوارها أثناء طلق الولادة ورفض تركها حتى اطمأن أنها وضعت جنينها وفاقت من غيبوبة البنج، حسبت شمس الوقت الذى قضاه زوجها مع ابنة خالته وزوجها في المستشفى فوجدته تسع ساعات ونصف الساعة فلامته بغيظ عن كيفية تفريغه نفسه كل هذا الوقت من أجل ابنة خالته في حين رفض اصطحابها هي نصف ساعة فقط لأجراء بعض التحاليل من أجل جنينه، ثم كيف يبدي ابنة خالته عليها في حين كان من المفترض أن يصطحبها اليوم إلى الطبيب من اجل رعشة يدها، رد عليها مراد بكل برود:
اه انا قعدت الساعات دى كلها معاهم، بس انا دفعت لها حاجه مثلا! اهم حاجه انى مدفعش فلوس
- لاوالله! لو كانت هى دى مشكلتك خلينى اشتغل عشان اصرف على نفسى
- تشتغلى ايه، انت مش مجوزة راجل ولا أيه، هو انت مجوزة سوسن، هو انا مخليكى ناقصك حاجه عشان تقولى عايزة اشتغل! انا قلتلك ميت مرة شيلي موضوع الشغل ده من دماغك نهائيا ولا انت غاوية تعملنا مشاكل كل شويه...إلخ
وهذه كانت ردوده المعتادة كلما توسلت له شمس أن يأذن لها بالبحث عن عمل أو أن يتركها تمتهن أية مهنة أو حتى تمارس أية هواية ، فلطالما شعرت هي بأن هذا سيغير حياتهما وحياة أولادهما للأفضل ولكنه لم ولا ولن يسمح لها بذلك أبدا، ودائما ما كان ينتهي الأمر بينهما  بالدخول في جدال طويل لا يفضي لشيء إلا لشجار حاد واتهامات لها بالنشوز والعناد ليس من زوجها فقط بل ومن الجميع...
غض زوجها النظر عن الشجار المعتاد  وطلب منها أن تغير ملابسها كي يذهبا لزيارة ابنة خالته ويباركا لها المولود الجديد، أخبرته شمس أنها مجهدة  ولا تستطيع الذهاب الآن فقد انهكها كما العادة هذا الجدال الحاد الغير هادف عن العمل، لكن زوجها هددها أن يذهب بمفرده، فوجدت في نفسها رغبة مفاجئة بالذهاب معه، وياليتها لم تذهب!
في الطريق اعطاها زوجها خمسمائة جنيه وطلب منها أن تعطيها لصوفيا ابنة خالته، نظرت شمس للخمسمائة جنيه بتعجب وقالت له بشفقة:
لما انت ممعكش فلوس بتنقط ليه بخمسمية جنيه، طب ماتديها ميه ولامتين ذى كل الناس مابتعمل عادى
صرخ بها زوجها بحدة للحد الذى جعلها تفزع وتنتفض من محلها:
وانت مالك بتحشرى نفسك ليه، هى دى فلوسك ولافلوسي، اديها اللي بقلك عليه وانت ساكتة
ثم مد يده للخلف وتناول من على الكرسي الخلفي للسيارة كيس هدايا كبير ممتلئ بمشغولات صوفية للمولود _اشتراها من ابنة عمته تشجيعا لها على استثمار موهبتها_ وطلب من شمس أن تعطيها لصوفيا أيضا
كبحت شمس دموعها وهي تتساءل:
ايه ده كمان! امال انت لما طلبت منك تلتميت جنيه للتحاليل قلتلى ممعكش فلوس ليه وخلتنى استلف من بابا
-اللهم طولك ياروح...ياستى مكنش معايا وقتها
-الكلام ده من حوالى أربع ايااام بس
-ايه يعنى أربع ايام بس، يعني مراد الالباني مش هيعرف يعمل خمسمئة جنيه في تلت ايام، وحياتك واعمل خمسمئة الف كمان لو حبيت
- ليه هتاجر في المخدرات ولا الاثار ولا الاعضاء
لم يرد مراد على سؤالها، وتركها في صدمة وحيرة من تصرفاته الرهيبة الغير مبررة...
أعطت شمس (صوفيا) الخمسمائة جنيه وباركت لها بحزن المولود
" تسلمى ياحبيتى عقبالك يارب لما ربنا يقومك بالسلامة كده، وبعدين مكلفة نفسك ليه، مراد قام بالواجب والله _الله يكرمه_ ودفع مصاريف الولادة كلها"
فقدت شمس قدرتها على النطق والسمع معا بعدما أخبرتها صوفيا بذلك، لم يبدأ سمعها بالعمل مجددا إلا حينما تجمع أخوات (صوفيا) ورحن يحكين عن النزهة اللطيفة الكوميدية الباهظة التي قمن بها مع مراد منذ قرابة الأسبوعين في حين كانت تتوسل له شمس باستمرار أن يذهبا فقط لاحتساء كوبين من عصير الليمون لأنها كانت في أمس الحاجة لذلك بسبب شعورها الدائم بالضيق والاختناق  وقد كان مراد يتحجج لها دائما بانشغاله الدائم أو عدم توفر المال اللازم لذلك ، بعد قليل استطاعت شمس أن تستنبط من حديثهن أن النزهة لم تكن وحيدة بل كان هناك ثلاثة أو أربعة نزهات أخرى مع زوجها دون علمها، وقد تحمل زوجها السخي الكريم تكلفة كل هذه النزهات لأنه كان الذكر الوحيد بينهن...
شمس مستاءة جدا لأن زوجها يتعمد اشعارها دائما أنها معدومة الأهمية والقيمة بالنسبة إليه ويؤكد لها هذا دائما بتصرفاته وأقواله ومقارناته لها الدائمة بالجميع، وبالطبع لابد أن تنتهي أي مقارنة دوما لصالح أي امرأة أخرى سواها، فجميعهن أفضل وأذكى وأجمل وأجود طهوا وبالطبع أكثر صلاحا منها، ما يفعله زوجها ويقوله لها عاد يذكرها بيوسف ويعزز فكرة الخيانة ويأججها بشكل فج في عقلها...
استعادت شمس النطق أخيرا بعد صدمتها أثناء عودتها هي وزوجها من المستشفى إلى المنزل فسألت زوجها بلوم عن سبب خروجه إلى كل تلك النزهات مع بنات خالته بدونها وبدون علمها حتى فرد عليها بلؤم:
مكنش ليكى  مكان فى العربية، وبعدين كل واحدة دافعة لنفسها، إنما انت لو جيتى معايا انا اللى هدفعلك.
ردت عليه شمس بتهكم سافر استفزه: انا مليش مكان في عربية جوزي، امال مين اللي ليه مكان! وبعدين كل واحدة دفعت لنفسها ذي ما(صوفيا )وجوزها ما دفعوا مصاريف الولادة كده صح!
أجابها  بانفعال مبالغ فيه:
الراجل مجاملني فى حاجات كتير وانا كنت مستني أي مناسبة عشان اردله ... وبعدين هو تحقيق ولا أيه! اقلك انا اعديكى على اهلك احسن يربوكى عشان أنا اقرفت منك، مبقتش قادر استحملك

ملاكي الساقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن