---في قبيلة الشيخ صقر♕
بدأت بنات الديرة بالتعريف عن أنفسهن.
قمر: "أنا قمر، بنت اخو الشيخ أبو صقر، وأنا البنت الوحيدة في العائلة."
أكملت نجمة: "مخطوبة للشيخ صقر."
احمرت خدود قمر من الإحراج وهي ترى أم صقر تبتسم وتقول: "علامكن على قموره، حرمة ولدي!"
نزلت قمر رأسها بحرج.
أكملت نجمة: "أنا نجمة، بنت أبو محمد، خوي الشيخ أبو صقر."
ياقوت: "أنا ياقوت، بنت أبو شاهين."
وأخيرًا، قالت سعدية بفخر: "أنا سعدية، أجمل بنات الديرة."ليال: "ياهلا فيكن كلكن."
جلست البنات معًا، يتحدثن ويضحكن، ولم تخلو الجلسة من نغزات سعدية لقمر.
قمر: "أقول يا بنات، وش رأيكن نروح نتنزه في الحوض الي بنهاية وادي الرعيان ونصطاد؟"
نجمة: "فكرة حلوة، بإذن الله أجي."
سعدية وهي تشير إلى نفسها: "مو معقولة هذا الزين كله، ويروح يلحق الحيوانات في البراري."
لكن البنات تجاهلن كلامها.
ياقوت: "يا الزينات، من وين نجيب البواريد؟"
قمر: "أنا رح أخذ بارودة تميم أخوي."
ياقوت: "أشوف وضاح إذا راح يجيب لي بارودته."
سكتت ليال وهي تنظر إلى أم صقر: "أنا رح أجيب البرودة حق الشيخ أبو صقر."
استمروا في الحديث عن الرحلة والفعالية التي سيقومون بها.---
عند الوضحة
كانت جالسة مع أم شبل، التي تحكي لها عن قصتها وكيف كانت بداية لقائها مع أبو شبل، وكل الصعوبات التي واجهتها، وأنها يتيمة الأم والأب، ومقطوعة من شجرة.
لكن عقلها كان مشغولًا بالشيةانة، وقلبها يقول لها إنها لا تزال على قيد الحياة.
تنهدت وهي تسمع صوت الشاب يقول بصوت جهوري:
"اسمعي يا بنت الناس، أنتِ تعرفين أنه إذا رجعت للقبيلة وأنتِ معي، الكل رح يشك، ورح تقع مصايب في راسي، خاصة وأنا راجع من وجهة سفر."
الوضحة: "كثر الله خيرك يا نشمي، وعز الله أنك رجال ولد رجال، ومعروفك رح يظل دينًا في رقبتي إلى يوم القيامة."
ضاري: "ولو، والله إني أعتبرك حسبت أهلي، وبنت من بنات ديرتنا. وإن شاء الله، أول ما أرجع للقبيلة وأعود لأهلي، يا حياكِ في القبيلة. اعتبري القبيلة هي قبيلتك، وعز الله إن كنت ودي تجي قبيلتنا دام أنك مقطوعة من شجرة، لكن تعرفين المشاكل اللي رح تقع في راسي."
الوضحة: "تسلم يا الأجودي."---
في قبيلة الشيخ أبو ضاري
جاء حمادي وهو يجري نحو المضافة:
"يا شيخ، يا شيخ، وصل الشيخ ضاري!"
خرج الشيخ ورجال القبيلة وبيدهم البواريد، وأطلقوا الرصاص في الجو احتفالًا بعودة الضاري.
خرجت النساء وزغردت أم ضاري، مع نساء القبيلة.
وصل ضاري وذهب إلى أبيه ليحضنه.
الشيخ أبو ضاري: "يا حيا الله بضاري، عز الله أنك بيضة الوجه!"
ابتسم الضاري وهو يبتعد عن حضن أبيه، ثم ذهب ليسلم على أمه التي بكت من شدة الفرح.
أم ضاري: "وربي زانت القبيلة بوجودك."
ثم سلم على أخته مها، ورجع بجانب أبيه الذي نطق بصوت جهوري:
"اسمعوا يا أهل القبيلة، أنا اليوم تنازلت عن مشيختي لولدي ضاري. وعز الله أني مختار للقبيلة الخير كله. ضاري ولدي وأعرف معدنه، أجودي ونشمي، ورح يصير لديرتنا خير راعي، ولسكانها خير صديق، وللحريمها خير سند."
أبو جعفر: "وعز الله، مخترنا للخير، ضاري رجال ولد رجال وما يبدر منه إلا كل خير."
أبو راشد: "وانعم بالضاري، شيخ ولد شيخ. ما هيقوتي فيه تخيب."
وبعدما أبدى كبار القبيلة رأيهم، حتى عم صوت الرصاص في أجواء القبيلة، وزغردت النساء.
رقص راشد وضاري وجعفر على صوت الطبل، وكانت فرحة القبيلة بمشيخة ضاري التي عاد من السفر، وقد حصل على الشهادة في الكلية الحربية.---
في قبيلة الشيخ بارك
بعد أن شاهد الشيخ بارك عيون الموجودين المتسائلة، جلس في مكانه وقال بصوت جهوري:
"اسمعوا يا أهل القبيلة، وخاصة أنت يا خوي وبندر. والله إني اعتبر بندر ولدي، وما يصدر منه إلا الخير. لكن البنت عايفة الزواج. وربي يوفقك يا بندر بزينة البنت."
نزل رأس بندر وهو يشعر بغصة في حلقه من رفضها.
رفع رأسه ليجد أبو جابر الذي نطق قائلاً:
"اسمع يا شيخ، طوال أعمارنا ونحن نسمع أن بنت العم مالها إلا ولد عمها، وبندر قال لك إنك ما خطأت، الشينة رجال من ظهر رجال."
وأكمل: "وبنتك نهايتها رح تتزوج، وولد عمها أولى من الغريب."
أبو حمد: "صح كلامك يا أبو جابر."
ثم أكمل قائلاً: "ومن متى كلام الحريم يمشي على الرجال؟ وأنت يا أبو الهنوف شيخ، وتمشي قبيلة، ما أظن أنك ما تقدر تمشي كلمتك على بنتك."
سكت الشيخ وهو يشعر بالإحراج من أهل القبيلة، ومع اعتراض كبار الرجال في القبيلة، فلم يستطع أن يخالف كلامهم، خاصة وهم الذين ساندوه في كل قراراته.
تنهد وقال: "خلاص، اعتبر يا بندر أن البنت موافقة. وأنا رح أقنعها، وربي يتمم عليكم الفرح. واعتبر اليوم تمت الخطبة. ومتى ما أراد أخوي وولده عقد القران، مرحبًا بهم."
قام شباب القبيلة ليهنئوا ويباركوا لبندر، والفرح يعم الأجواء.---
في قبيلة الشيخ أبو صقر
توجهت البنات إلى الصيد، وكل واحدة ممتطية فرسها.
قمر: "بنات، يا الله نتسابق!"
كل واحدة انطلقت بفرسها، وكانت أسرع واحدة بينهم هي ليال.
وصلوا قرب الحوض وبدأوا في الصيد.
ليال وهي تصوب على الأرنب.
نزلت من فرسها وهي تجلبه.
ثم لاحظت قمر شيئًا يتحرك وراء الأشجار.
وجهت البارودة وأطلقت الرصاصة باتجاه ذلك الشيء.
وبعد لحظات، سمعت صوت رجل يصرخ.
ظهر الخوف والهلع على وجه قمر، ونطقت بصوت باكي:
"الظاهر أني قتلت الرجل!"
ليال: "بإذن الله ما يكون فيه شيء، وكاد أن الرصاصة مرت من جانبه."
نزلوا من على خيولهم...
