((٢٥))

89 14 42
                                    

<<في قبيلة الشيخ أبو سراج>>

في الصباح
جالسة الشيهانة هي وأم سراج وأم صفية ويتبادلان العلوم، سمعين صراخ سراج.
أم سراج: وأنا متى تحملين صرخة؟ أعرف سراج حتى وإن صرخ، لكن داخله قلب طيب.
أم صفية: صح والله، سراج صاحب خير.
ليال: وين الخير من لما جيت القبيلة؟ وما في غير صراخه.
أم سراج: يمكن يكون حاقد عليك عشان مسألة الثأر والفصيلة، بس والله من دخله ما في أصفى من قلبه.

قامت ليال على صوت صرخته التي تكررت، ودخلت، ياكثر غارتك! لو تخفض صوتك كان حررت فلسطين، اللي جالس أربع وعشرين ساعة صراخ! المفترض كانوا يخلوه معلق مباريات. ابتسمت على تفكيرها.
دخلت الخيمة وهي تشوفه جالس.
سراج: ما شاء الله، ساعة أنديك! وينك؟
ليال: كنت جالسة أنا وخالتي أم سراج وخالتي أم صفية.
سراج: وهذه هي الحرمة السنعه، تجلس وزوجها ينادي لها! أنا من البداية عارف أنك مجنونة، ولان اتضح الشك بيقين، وعرفت أنا ما في برسك عقل.
ليال اختصرت المشكلة: إنزين، ويش بغيت؟
سراج: ويش ودي؟ جهزي لي ملابس، ولا نسيتي؟ أنا بدون أكل! روحي سوي، ورجعي، نظفي الخيمة، وروحي اغسلي الملابس.
ليال: بس خالتي أم صفية وصفية سووا أكل.
سراج: ما ودي من أكلهم! سوي لي أنتِ أكل!
وكمل بسخرية: ما يزين الأكل إلا من تحت يدك.

ليال تاففة وهي تتقدم تجهز له الملابس، خرجت من الخيمة وهي تروح الديمة تسوي له أكل. دخلت وهي تشوف صفية اللي جالسة في الديمة.
صفية: حياك يا ليال، ويش تبي؟
ليال: وأنا أختك، جيت أسوي أكل لسراج.
صفية: ويش له داعي؟ خذي من الأكل اللي جهزته.

ما ردت وهي تطبخ وداخلها نار منه ومن تصرفاته.

جهزت الأكل وهي تخرج وتدخل، شافته جالس.
حطت الأكل وهي تجلس في الجهة الثانية، منتظرة متى يخلص عشان ترتب الخيمة وتروح تغسل الملابس.
بدأ يأكل، ابتسم بسخرية: إذا أكلت وما قدرتي له، كيف رح تغسلي الملابس؟ متأكد أنك رح تحطيهن في الماء وترجعي تحطيهن في الرمال! ويش ذي؟ إذا شوي أكل وما عرفتي له؟ كيف إذا عزمت رجال القبيلة؟ احنا شيوخ ومضافتنا مفتوحة، وكل يوم تقريباً يلفون قبيلتنا ضيوف. ويش أقول لهم لو جوا وذاقوا أكلك؟ اللي يسد النفس! تعلمي الطبخ، ولا تنسي، روحي من بدري اغسلي الملابس. اليوم عازم رجال القبيلة، وودي حرمتي تسوي الأكل.

ليال تسمع كلامه، وداخلها تتمنى تصفعه كفوف. متأكدة أن أكلها زين، بس هو وده يستفزها: أنزين، بس أنا ما أقدر أطبخ! ما تخاف أفشلك بين ربعك؟
سراج وهو يقوم من على المائدة: عادي، رح أقول لهم استحملوا الأكل! الحرمة عادها مبتدئة.

ليال بنفسها: حرمة عيشتك!

سراج: لعاد! تغسلي الملابس؟ خليها بعد الأكل! أنا الآن رح أجهز الذبيحة، وأنتِ الله الله بطبخها.

قامت وهي تنظف الخيمة وتوجهت للديمة تجهز الأكل. رح تبذل كل طاقتها وتسوي أكل لا مثيل له، مقتنعة بقدرتها وأنها تقدر تسوي الأكل اللي يكون مضرب مثل بين العربان.

شبه القمر لفا ديرتنا((جاري التعديل)) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن