-31- البارت الواحد و ثلاثون

607 52 27
                                    

الجميع جالس بحالة صمت شديدة بعد أن انسحبت ندي الي غرفتها بخطوات هادئة و اغلقت علي نفسها بصمت واكتئاب شديد تقبلت الواقع اخيراً و ستتقبله بالأساس رغماً عنها
لم تبكي و كأن الدموع تحجرت في عينها او جفت من كثرة البكاء
تنفست بوجع لقد أصبحت كل الآلام تناسبها تماماً واصبحت لها بالنهاية لقد عانت من كل شئ فالبداية فقدت والدها في الصغير و ظلت مع والدتها ثم فقدت والدتها وظلت مع والدها لم تجتمع معهم يوماً سوياً
اغمضت عيناها تحاول ان لا تبكي لقد عادت الدموع
التي جفت مرة اخري

فقدت كريم و ظلت تبحث عنه فقدت صديقتها الوحيدة والتي طعنتها بخنجر الغدر الشديد القاسي

واخيراً مرضها و التي تشعر انه عقاب من ربنا ولكن الم يكفي الم تعاقب بما يكفي الم تتألم كثير بما يكفي الم تظل لأيام تبكي
تريد الركض لكن الي أين و بماذا تصرخ
بكيت بكاء التائه الذي لا يعرف أين يذهب وكل الأماكن لا تألفه حتى جدران غرفته ملّت من سماع شكواه
لم تسع عيناي دموعي ولا رئتاي لتنهيداتي

أعنّي عليّ  على ضعفي وقلة صبري وضيق نفسي وطاقتي والدنيا
...
شعرت بطرقات الباب اعتدلت في نومها ف دلف كريم بخطوات حزينة ز اردف بصوت متحشرج : ندي

ابتسمت له و هي  تردد : تعالي يا كريم

ذهب وجلس جانبها علي السرير ملس علي خصلاتها بحنان و دموع : هتخفي..هتعملي العميلة مش هتسيبي نصك التاني

ابتسمت بين دموعها : اتبادلنا الادوار ولا ايه..! بس المرة دي بجد مش مقلب من عسل زيك

صفعها علي رقبتها بخفة  و اردف بدموع: لا مش بجد مش هيجرالك حاجة اتمسكي بحياتك عشان خاطري يا ندي عشان خاطرنا كلنا

مسحت دموعه بأناملها و هي تهمس : متعيطش يا كريم متعبطش عشان خاطري
أرتمت بحضنه تضمه بقوة شديدة بينما هو كان يبكي بقوة بك
..بكي بألم علي الم شقيقته
....
علي الافطار الجو صامت
الكل يجلس بحزن و اسي علي الخبر الذي تلقوا ليلة امس بشكل قاسي
بدر أكثرهم خوفاً لا ليس بدر فقط هاشم الذي جلس بتفكير..كريم الذي لم ينام ليلة امس ..سليم الذي سيجن من فرط الخوف عليها..أسر و قاسم ذات الحزن لم يقل بمقدار ذرة باقي الشباب
اما هديل ف بكت بكثرة ليلة امس حتة انها نامت من فرط البكاء ..نورسين الذي بكت بحزن و اشفاق عليها ايضاً..جنة الذي بكت من فرط خوفها وسهولة بكائها الشديد و لين قلبها
هدير التي تذكرت كل لحظاتهم سوياً و مع كل لحظة انهمرت دموعها
مني والتي حزنت بقسوة و كذلك سوسن و إيمان و هند الجميع

نزلت ندي تبتسم بأشراق و ترتدي ملابس الخروج : صباح الخير

نظر لها الجميع بصمت ف اردفت بأبتسامة واسعة : ايه محدش هيرد عليا

ردت هديل بهدوء : انتي خارجة

اومأت لها ف اردف بدر بعقدة حاجب : رايحة فين

رياح الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن