chapter 02

321 6 1
                                    


.🍂🍂🍂.

_______

كانت السماء حالكة السواد، تتناثر فيها النجوم الباهتة كأنها شهود صامتة على كل ما جرى أضواء المدينة المتناثرة تتراءى لي من نافذة السيارة، تشق ليندا الطريق بهدوء بين الشوارع المظلمة كأنها تحاول أن تهدأ من روعي،

الهواء البارد تسلل إلى داخلي مع كل ارتطام طفيف لعجلات السيارة بأرض الطريق، لكنه لم يستطع أن يبرد حرارة أفكاري المضطربة،

كل ما حدث تلك الليلة مع السيد فولكوفاس كان يقتحم ذاكرتي مرارًا وتكرارًا، كأغنية لا تستطيع التخلص من لحنها المزعج،

نظراته الحادة، تلك الابتسامة الباردة التي لم تعكس شيئًا سوى الغموض، وتلك الأسئلة التي ما زالت تلتف حول عنقي كأنها أصفاد خفية كنت أعيد شريط الأحداث في رأسي، لكنني لم أكن متأكدة إذا كان ذلك يعجبني أو يخيفني،

قطع الصمت صوت ليندا وهي تسأل، بصوت بدا أقرب إلى فضول هادئ،

"إذن، كيف كانت أول رقصة خاصة لك؟"

أدرت رأسي ببطء نحوها، كنت أزن كلماتي بعناية أعلم أنها حذرتني مرارًا من الاقتراب من هؤلاء الرجال، أولئك الذين ينتمون إلى عالم فولكوفاس المظلم لكنها لم تكن تعلم، و لم أكن أنا أيضًا الرقصات الخاصة تُعطى دون معرفة مسبقة بهوية الزبون، وكانت تلك هي المشكلة،

تنهدتُ بعمق وقررت ألا أخفي الحقيقة، على الرغم من الخوف الذي كان يتسلل إلى صدري كأنه ثعبان سام،

" ليندا لقد كان ... السيد فولكوفاس! "

قلت بصوت خافت كأنني أخرجت من صدري ثقلًا ظل يكتم أنفاسي،

نظرت إليها لأراقب رد فعلها عيناها اتسعتا، تحركت بسرعة وكأن صاعقة قد ضربتها، وفجأة ضغطت على المكابح بقوة عند الإشارة الحمراء اهتزت السيارة قليلًا، وكاد عنقها يلتف بعنف وهي تنظر إلي،

" ماذا؟ "

صرخت وهي تحدق في وجهي، كأنها لم تصدق ما سمعت،

" جولييت! "

كررت بصوت مخنوق، وكأن الاسم نفسه أصبح ثقيلاً على لسانها،

" كيف حدث ذلك؟! لماذا طلب السيد فولكوفاس منكِ؟ لقد أخبرتكِ بالابتعاد عن تلك المافيا المخيفـة!؟ "

بدأت كلماتها تخرج بسرعة وكأنها فقدت السيطرة على نفسها، كانت أنفاسها تتسارع وملامحها تزداد توترًا،

رقصات على أوتار الخطيئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن