chapter ¹7

42 4 0
                                    


.🍂🍂🍂.

.....

_____ فلاديمير _____

_______

كانت الأيام التي تلت اكتشاف جولييت ثقيلة كضباب يمسكني من كل زاوية، مشبعاً بألم لم يخف حتى مع مرور الوقت وكأن هموم حياتي الكثيرة تضافرت لتخلق حولي جداراً لا أمل في اختراقه لقد أزحت عبئاً واحداً عن كاهلي، ومع ذلك شعرت أن قلقاً آخر أعمق قد حل مكانه،

كل هذه الفوضى بدأت ببعض قراراتي المتسرعة، إذ تلقيت تحذيرات عدة ممن حولي قبل أن أقحم جولييت في عالمي ومع ذلك، تجاهلتها جميعاً، مُغمضاً عيني عن حقيقة أن علاقتنا، التي لطالما كانت هشة معلّقة على حافة الانهيار، متأرجحة بين الشك والقلق،

كانت نظرات جولييت لي قد تغيّرت، نظرة مليئة بالمرارة المتحفزة مع كل محاولة مني للاقتراب منها، وكان ارتجاف خفيف يعبر جسدها كلما مددتُ يدي لألمسها بدت وكأنها تُخفي في داخلها بحرًا من التساؤلات التي لم تستطع العثور على إجابات لها علاقتنا، التي كدت أظن أنها ستتحول إلى شيء أعمق، باتت مهددة بظلال الماضي القاتمة التي ألقيتها عليها،

أصبحتُ أكثر حذراً، وقد عزّزت حمايتها، وكنت أحاول بقدر المستطاع إبعادها عن الخطر، إلا أنني لم أستطع كبح حقيقة أنها جزء من هذا العالم الخطير وبالرغم من ذلك، شعرت أن كل تدبير أمني أضيفه فقط يزيد الهوة بيننا، وكأنني أبني أسواراً تفصلني عنها يوماً بعد يوم،

كان اليوم حاسماً، حيثُ خططتُ لعقد اجتماع في أكثر الغرف خصوصية على أرض العقار، ورغم خطورة الوضع، لم أكن لأسمح لجولييت بالابتعاد، فأبلغتها أنها سترافقني، على علمٍ أن هذا قد يثير جدالًا بيننا،

" لا أريد أن أذهب معك "

رفعت نظرها إلي بنبرة متحدية قائلة ثم أخذت رشفة من كوب الماء الذي أمامها، متابعةً إفطارها بلامبالاة مصطنعة و شكرت بابتسامة خفيفة موظف الخدمة الذي كان قد أخلى المكان بهدوء، مدركاً أنه لا ينبغي له التورط في مجادلتنا،

نظرت إليها بحدة، وأجبت بنبرة خشنة اختلط فيها الضيق بالتعب،

" لا يمكن الوثوق بك لتكوني بمفردك بعد تلك الحيلة الأخيرة التي قمتِ بها ستأتين معي وإلا ..."

توقفت لحظة قبل أن أستجمع نفسي، لكن جولييت لم تتوانَ عن تحديها، إذ رفعت حاجبيها بتلك النظرة المتحفظة، وقالت بنبرة مزجت فيها الخوف بالسخرية،

" وماذا ستفعل؟ هل ستقتلني أيضًا؟ "

كانت هذه الجملة تضحك بها ذات يوم بثقة، لكن نبرتها الآن مختلفة، تحمل في طياتها رهبة لم أعتدها،

رقصات على أوتار الخطيئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن