تَوبة عاشِق.

٠٠٢

-في فسلفة الإلحاد.. فكُلَّ شيء في هذا الكون قد خُلِق وليد الصدفة.
-حَتَّى عينيها؟

***

هؤلاء الجبناء.. لقد تركوني أمام المستشفى وغادروا، لقد رأيت كُلَّ شيء من خلال الكاميرات، كنت فقط أحاول التأكد.. فأنا لم أكن بوعيي عندما ركبت سَّيََارتهم وقد خرجت أمامي من العدم..

مع العلم إنهم تركوني بعدما وصلنا المنزل المقصود، وقالوا إنه يستحسن بي إلاَّ أتواصل معهم لو فشلت المُهِمّة أو تم الأمساك بي.. كنتُ أعلم إنهم يرموني ككبش فداء، لَكِن يؤسفني القول أعزائي إنكم بالنسبة لي ليس أكثر من مجرد طعم..

سترون اليوم الَّذي أكسر فيه رقبة سَيَّدكم.. كُلِّ من يتطاول على كوزا نوسترا مصيره واحد وَهُوَ الموت.. وأنا في عشيرتي أدعى أحيانا بعزرائيل.. تعرفون ملاك الموت المزيف؟ هذا الهراء الَّذي يؤمن به المؤمنون؟ نعم، أنا هُوَ..

وما فرقي عنه؟ ملاك الموت يأخذ الأرواح متى شاء، وأنا أيضًا مثله..

على العموم، هذا ليسَ أكبر همومي حاليًا، أنشغلت مع الشرطة وحراس المستشفى الَّذين أرغموني على إعطاء إفادة واخبارهم بما حصل لي.. فقد أُصبتُ من الخلف ولا يمكنني القول إنني أصبت بينما أنظف السلاح..

بالإضافة إلى إن هُنالِكَ لقطات تثبت أن هنالِكَ من أوصلني المستشفى وفرّ هاربًا.. لذا هنا كان عليّ إستغلال مواهبي في التأليف، وألفت قصة تشبه قصة روميو وجوليت..

توجد هنالك فتاة واقعة في حبي ويرغمني أهلها على الزواج منها، لَكِنني رفضتها وجرحتها ولهذا.. غضب أهلها مني قليلًا.. وأصابوني على سبيل التحذير.. وَلَكِنني كريم جدا لأسامحهم ولا أقدم شكوى بحقهم..فأنا نادم لأنني رفضتها بتلك الطريقة.. كان عليّ أن أكون ألطف بقليل..

هَلْ أبدو مقنعًا؟

حسنًا.. لا أدري ما شأن الشرطي لَكِنه رمقني بنظرات غير مريحة وَهُوَ يكتب الإفادة ثُمَّ تنهَّدَ وهزّ يده كما لو إن مثل هكَذَا قضايا تصله يوميًا بالعشرات، وقال جملة تثبت هذِهِ النظرية:

لنرى إلى أينَ ستصلون بخرقكم للقوانين.. تعاملون القانون على إنه مُزحة! الآن لن تشتكي وَلَكِن في الغد.. الله وحده يعلم لو كانت ستقوم مصيبة وبعدها تأتي أمكَ وتعاتبنا قائلة لماذا لم تنقذو أبني وتسجنو من هاجمه!

لم أعرف ما أقوله بعد لذا رسمت ابتسامة على وجهي مما لا شك إنها كانت غبية، لَكِن بما إنني لا أقدم شكوى أعتقد إن الأمر سيمضي.. ربما؟

-أعطيني هويتك.. وعليك أن تأتي للمخفر لاحقًا لتوقع على العريضة، لتؤكد إنكَ تتنازل على القضية..