٠٠٣

197 14 92
                                    


-مُنذ أن رأيتكِ وبوصلتي مُعطلة،
لانها دومًا ما تشير لإتجاهٍ واحدٍ.

***

-ماذا حصل ناز؟ من هذا الََذي طردته وماذا فعلت معكِ زوجة عمكِ أاغيب ساعات ويحدث كُلِّ هذا؟

جاءت ميرا تستفسر مني ومستغربة، لَكِنها رأت حالي ومن سكوتي أدركت جِدّيّة الموضوع، لم أكن في حالة تشير لأنني سأجيب على اسئلتها هذِهِ.. لذا سكتت ولم تضيف الكثير وَانتقلت بدلًا من ذلك لمواساتي عندما فقدت دموعي سيطرتها على نفسها من جديد.. ها أنا أبكي مجددًا!

لا أعلم لماذا تنزل دموعي دون تحكم مني، ربما الأحداث الأخيرة صارت تضغط عليّ بالتتابع فكُلِّ شيء يأتي فوق بعضه..

ناظرتها وأنا أشعر بغصه لإخبارها بسبب ذلك، فتنهَّدَت هِيَ وسحبتني لحضنها تعانقني وتربت على ظهري لعلّ هذا يُجدي نفعًا بأسكاتي، سألتني متخوفة: هَلْ تحرش بكِ حقًا؟ هَلْ الأمر سيء؟

أبتعدت عنها بسرعة، وأوضحت لئلا افتري عليه بسوء: ليس كذلك ميرا وَلَكِن..

زفرتُ بقوة وشرحت لها الموضوع، إنني ببساطة فقدت أعصابي وغضبت عليه.. هذا لا يعني إنه لم يخطئ بلمسي في المقام الأوَّل، فلا يحق لاحدهم لمسي دون رغبة مني.. أنا أحافظ على نفسي كما أمرني الله وَهذا أمر مُهِمّ بالنسبة لي.. فكوني طبيبة لا يتعارض مع هذا الشيء.. أنا لا ألمس رجلًا إلاَّ للعلاج! وَلم يلمسني رجلٌ غيرَ أبي..

فمن أينَ أتت له الجرأة ليفعل؟ وإن كان ذَلِكَ لمسة أصبع مسح فيها دمعتي.. هذا.. جعلني أشعر بعدم الارتياح لدرجة.. فقدت أعصابي! وغضبت كُلِّ الغضب الَّذي كان بداخلي وخرج ضده.

-ناز، أنا أعلم أنكِ لا تعاملين المرضى بهذِهِ الطريقة مهما كانت الأسباب.. لهذا جعلتني أخاف حقًا!

تقول بعد أن تنهََدَت وهزّت رأسها بخيبة، لَكِنها فهمت نظرتي لذا تحمحمت وبرَّرت: أعذريني ناز صحيح أنا لا آتي بربع ألتزامكِ وَلَكِن..
اخفضت نبرة صوتها وقالت بتردد: هَلْ كان يستحق الأمر هذا الطرد؟ أعني.. ألمْ تبالغي قليلًا برأيكِ؟

إنها تطرح عليّ مثل هذِهِ الاسئلة الَّتي تثير غضبي.. أنا حقًا لا أستطيع أن أكرَّر لها شرح الموضوع وأنا متعبة بسبب المناوبة وبسبب الاحداث الأخيرة الَّتي حصلت!

لحسن الحظ إنها قرأت الإجابة في عيني لذا تنهَّدت وَرفعتْ يديها دلالة على الاستسلام وعادت لدعمي في الأمر لجعلي أشعر بتحسن فأنها أقرب شخصٍ لي هنا من بين الجميع: دعكِ من هذا الموضوع.. اذهبي وأرتاحي فقط، لقد أنتهت مناوبتكِ..

تَوبة عاشِق.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن