٠١٨

99 9 21
                                        



لا أصدق كيف جرت الأمور بهذِهِ الطريقة.. لَكِنني منذ ذلك الحين وأنا أشعر بالغضب..

الغضب من نفسي في المقام الأوّل.. لقد ظلمت نفسي عندما تجرأت لخوض نقاشًا معه دون تخطيط مسبق.. كان عليّ أن أستعد أكثر، كان عليّ أن أُسلّم نفسي بالأدلة والإثباتات.. لا لشيء.. إلاَّ لأثبات الحقيقية له!

لَكِن هذا لا يعني النهاية.. سوء الأداء.. أو لنقل الهزيمة في نقاش واحد لا يشير لأيّ شيء حرفيًا! بل يشير فقط لحقيقة عدم أستعدادي.. بينما هُوَ وعلى عكسي.. مستعد جدًا.

هذا عائد ربما لخبرته في هذا المجال.. عندما كنتُ أذهب لدروس القرآن عنده لاحظت إنه كان ذو شأن في المسجد ويقصده مختلف الناس يسألونه عن مشاكلهم اليومية والمعضلات الَّتي يمرون فيها بمختلف المجالات.. بل الأهم من كُلِّ هذا، سمعت إن لديه فريق صغير.. هدفهم هُوَ تقديم المشورة أو الدخول في حوارات مع الأشخاص من باقي الأديان بقصد الدعوى إلى دينهم.. أيّ إلى الإسلام.

أيّ إنهم يتحولون من ظلال إلى ظلال... هذا يغضبني لدرجة!

مرّت يومين وهذا الثالث.. ولسببٍ ما لا ينسى عقلي ختام ذلك الحوار، كيف ابتسم في النهاية خائبًا وهزّ رأسه لجوابي وقد قال:

أنتَ ضائع لدرجة إنه يعز عليّ لومكَ.. فقط سألوم المجتمع الَّذي لوثكَ ونزع منكَ أنسانيتكَ النقية... أتمنى أن تعثر عليها يومًا ما.

الكلام سهل.. ولا زلتُ على قناعاتي، بل أني واثق من إن كلامكَ ينطبق عليكَ أنت يا عم، وَلَكِنكَ تواجه صعوبة بالأعتراف خوفًا من الحقيقة المرَّة في منظوركَ..

وتبًا هذا الهاتف لا يتوقف عن الرنين!

رفعته وكنتُ سأحظر الرقم لولا إنني تذكرت رسالة أمي لي في اليوم الماضي: توقف عن أفعالكَ الطفولية هذِهِ وأجب على أتصالات هنري.. لا تنسى إن الزعيم قد وضعه كمساعد لكَ ليرشدكَ بشأن ما تحتاجه...

لا يمكنني حَتَّى حظره والتخلص من وجوده في حياتي لمجرد دقائق! لا بُدّ أن يحشر نفسه عنوة!

أخذتُ نفسًا عميقًا وفتحت الخط عليه لأتركه على الطاولة وعُدت إلى صراعي مع أغلاق أزرار قميصي.. أتمنى لو هنالِكَ طريقة تنهي هذا العذاب..

أنا فقط لا أدري ما الرابط بين رفع يديّ لأغلاق الزر وبين الألم في مكان العملية.. تبًا ما هذا التعقيد في الجسم البشري! مستفزّ بشكل لا يطاق.. ثُمَّ إنه ضعيف ويستغرق وقتًا طويلًا للشفاء..

-ماذا حصل معكَ؟ هل كُلْ شيء بخير الآن؟

-لا شيء بخير.. كل شيء مظلم.. وأسود.. ظلام دامس حرفيًا..

-مالَّذي تتفوه به؟ أين أنتَ؟

هذا الوقح لايتمتع بأيّ نوع من التعاطف أو المجاملات.. لا بُدّ إنني فقدتُ عقلي لأنتظر المجاملات منه!

تَوبة عاشِق.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن