تَوبة عاشِق.

٠٠١

-متى يعرف الرَجل إنه وقع في الحُب؟
-ألم تقرأي مسبقًا تلك الدراسة الَّتي تقول إن مُعظم الرجال يعرف شريكة حياته منذ اللقاء الأول؟ أنا أويدها..
-لَكِنكَ أعزب.
-نعم، كان هذا قبل أن أراكِ..

***

من يعرف آل كابوني.. رجل المافيا العدواني والبدين قد يفهم شيئًا مما سأرويه الآن..

إنّها قصة لا تختلف كثيرًا عن قصص المافيا الََتي يعرفها الجميع، تبدأ من العائلة وتقديس العائلة.. في الأصل لأن العائلة هِيَ الداعم من ناحية العدد والتوجهات المشتركة.. يُنجب رجل المافيا رجلاً فاسقًا، وينجب الطبيب طبيبًا آخرًا.. المعادلة بهذِهِ البساطة.

بدأت الحكاية عندما أعادت كوزا نوسترا الأيطالية أمجادها، العشيرة الَّتي كادت تنتهي ثلاث مراتٍ سابقة، أَوَّلها بأعتقال زعمائها من قبل السلطات وثانيها عندما توفي زعيمها الأول سالفاتوري رينا في زوايا السجن في العام ٢٠١٦ وثالثها بوفاة زعيمها الثاني قبله بسنة في نفس المصير والمكان..

ببساطة، قالوا إن أيطاليا بدأت تمحو وجود المافيا على أراضيها.. وإن السُلطات قد روضت رجال المافيا في النهاية.. لَكِن من لا يعرف من هم المافيا لا يجب عليه الحديث عنهم كثيرًا..

توجد أسطورة بشأن طائر يولد من رحم الموت.. ربما يدعى طائر العنقاء؟ حسنًا.. بالنهاية أنا رجل مافيا أسئلني بالاسلحة والممنوعات فسأجيبك، إمَّا شؤون المثقفين هذِهِ فأقرآها أحيانًا عندما أريد الضحك.. لَكِن يبدو إنها الآن نافعة.

كوزا نوسترا هِيَ شيء مثل هذا الطائر.. لا تعرف معنى التخاذل أو الاستسلام.. فهذِهِ العشيرة الَّتي ينتمي إليها ما مجموع ربع مليون إنسان حول العالم.. بالطبع هِيَ لن تستسلم بهذِهِ السهولة.

وبدأت حكاية قرن جديد مليئًا بالمجد في أحياء أمريكا، المكان الََذي يعرفه بشكل أفضل محبين ذَلِكَ الرجل البدين آل كابوني.. ومن لا يعرف القصة فسأختصر لكم الحكاية، صحيح إنني رجل مافيا لَكِنني أتمتع بأُسلوب الحوار الطيف..

في العشرينيات من القرن الماضي عانت أمريكا من المافيات الايطالية والأيرلندية بحيث كانت تحتل ما يمثل أحياء في نيويورك وتحكمها كما لو إنها بلدانها المصغرة.. وبالطبع لا يحكم هؤلاء على العدل والأمان.. إنهم يحكمون على مسح شرف الأمريكيين غير الموجود أصلًا وجعلهم يدمنون الممنوعات.. وبشكل مثير للشفقة، تمثل أمريكا أهم مجتمع تستهدفه المافيات عندما تبدأ بتجارة الممنوعات بدءًا من مشروبات الخمر والمخدرات والحشيش وَكُلَّ ما هُوَ مذهبًا للعقل والأرادة.