الفصل الرابعشعرت بخوفي ازداد أضعافا وهوا يرمقه بتلك النظرات حتى سحب
سليمان يده منه وقال " عذرا هل لي أن أعرف ما علاقتك أنت بالأمر "
شقت ابتسامة ساخرة ملامحه القاسية وقال " وما علاقتك أنت "
التفت له سليمان بكامل جسده وقال بضيق " الكلام بيني
وبينها فأخبرني صلتك بها لأرى "
ازداد جنون دقات قلبي حين أمسك له قميصه وقال من بين
أسنانه " تعلّم كيف تتكلم معي باحترام "
قال سليمان وهوا يحاول إبعاد قبضته القوية
" أقسم أن أشتكيك للشرطة "
أخرج له ذاك الشاب بطاقته من جيبه ووضعها أمام وجهه ولم
أكن أتبينها لأن رأس سليمان يخفيها عني فخرج سليمان بعدها
على الفور دافعا باب المحل بقوة ونظر لي ذاك الشاب وهوا يعيد
بطاقته لجيبه الخلفي وقال بجدية وأمر " لا أراك تتحدثين معه
مجددا يا دُرة تفهمي "
ثم خرج دون أن يسمع ردي أو يضيف شيئا وأنا كنت انظر للباب
بصدمة من تصرفه لا بل من كلامه.... دُرة !!لما ناداني بهذا الاسم ؟
نعم هذا من ضمن ذاك الحلم الغريب أو الكابوس الذي يزوروني
بعض الليالي ( لا تفعلي ذلك يا دُرة أرجوك توقفي ليس أنتي )
صوت الفتى ورجاءاته وذات الاسم , أمسكت رأسي بيداي وجلست
على الكرسي ولم أعرف فيما أفكر وأفسر وأحلل ثم وقفت في صمت
وغادرت المحل ودون عودة هذه المرة فما كنت خائفة منه ها قد
حدث وعليا أن أختفي ليختفي من وجودي
*~~***~~*
دخلت المنزل والغرفة فورا أنفض بقايا الغبار من ثيابي , ذاك
النصف الشرطي كاد يمسكني لا أعلم ما جاء به حينها , وجدت
سراب تقف أمام المرآة وتضع كحلا في عينيها وقالت ما أن
دخلت " ما بك وكأنك خارجة من قبر "
وضعت يداي وسط جسدي وقلت " وأنتي أين تريدين
الذهاب متأنقة هكذا "
رمت المكحلة في الدرج وأغلقته وقالت " لدي غداء مع خطيبي "
ضحكت كثيرا ثم قلت " وصدقتِ نفسك وأنه خطيبك "
وضعت يدها وسط جسدها وقالت بضيق " ترجمان لا
تكوني نسيتِ أنك وعدتني بمساعدتي "
جلستُ على سرير دُرر وانحنيت للأسفل وقلت وأنا أفتح
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...