الفصل الخامس والأربعوننظر لي بصدمة مطولا ثم قال " سدين هل تعي معنى ما قلته الآن ؟ "
قلت بجدية " نعم وكلي ثقة مما أقول "
هز رأسه بعدم استيعاب ثم قال " هل جننتي ؟ كيف تقولين هذا الآن
وأنتي زوجته "
نظرت ليداي في حجري وقلت " ألم تقل أنك تثق بي وأني
لا أقرر شيئا من فراغ ؟ "
قال بحيرة " وما السبب إذا ؟ "
نظرت لعينيه وقلت بهدوء " لو كنت ستسألني على السبب وستجعله
شرطا لتفعل ما قلت فانس كل شيء وليتم الأمر كما كان "
قال بحزم " كيف أنسى كل ما قلتيه الآن وأنا أكيد من أنه ليس
من فراغ , فما الذي حدث يا سدين تكلمي "
قلت بإصرار " أخبرتك أن تنسى الأمر إن كنت ستصر
على معرفة السبب "
هز رأسه بقوة وضرب صدره بكف يد وقال من بين أسنانه
" ماذا فعل لك تكلمي يا سدين ؟ "
أمسكت يده وقلت برجاء " لا تأخذك أفكار لشيء في صديقك يا إياس
أنا لم أرى ما يعيبه لا معي ولا مع غيري من الناحية التي تفكر فيها "
قال بحدة " وما السبب إذا ؟ "
لذت بالصمت فتنفس بقوة وقال " سدين تكلمي "
وقفت وقلت " لن أتحدث يا إياس ولا تظن بصديقك الظنون لأن
غرضي أن لا تشك به ولا تتغير صداقتكما فالأمر لا يخص
أحدا غير نفسي "
وقف أيضا وقال " وهل تعي معنى هذا يا سدين ؟ ستصبحين
مطلقة وأنتي لم تتزوجي بعد والناس لن ترحمك "
قلت من فوري " لا يهم وتعرفني جيدا يا إياس أنا أقوى من
أن يهزمني شيء أسمه طلاق "
قال بضيق " وهذا دليل آخر على أن ثمة شيء يجعلك تتمسكين
برأيك , ثم ما سأقول للرجل شقيقتي لا تريدك فطلقها "
قلت مثبتة نظري على عينيه " إن كنت حقا تثق بي يا إياس وتعنيك
سعادتي وموقن من أني لا أفعل هذا لأخذلك بصديقك فاطلبها
منه ولا تخف لن يرفض "
أمسك ذراعاي وهزني قائلا " وواثقة من موافقته وتقولين
أنه لا سبب لذلك "
قلت وكلي إصرار " لا تغضب يا إياس وسأتزوجه إن كان
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...