الفصل الرابع عشرقلت وأنا أرفع مشبك الشعر من الأرض " قل أحم
قل يا عرب قل أي شيء "
ثم جمعت شعري واجتزته خارجة وأنا أثبت فيه المشبك
فأمسكني من خصري بذراعه موقفا لي وقال بهمس
" لم تخبريني من هذا عديم الذوق الذي لا يرى "
قلت وأنا أحاول تخليص نفسي منه " شخص لا تعرفه طبعا "
شد ذراعه عليا أكثر وأدرني ناحيته بحيث التصق ظهري
بصدره وقال " خسارة ظننت أني أعرفه لأبدي رأيي "
تأففت وأنا أحاول الفكاك منه فتركني فابتعدت واستدرت
ناحيته وقلت ويداي وسط جسدي " رأيك في ماذا "
أمال وقفته مسندا يده على الجدار وقال
" في لا شيء , بل أراه معه حق "
نظرت له بصدمة ثم أخرجت له لساني فهز رأسه مميلا
شفته للأعلى في حركته المعتادة فقلت بضيق " لا تُعِد
هذه الحركة مجددا "
قال باستغباء " أي حركة "
هززت رأسي بقوة وحركت شفتي أقلده ساخرة وقلت
" هذه طبعا وكأني أمامك مريضة نفسيا لا أمل في علاجها "
قال ببرود " أخشى "
تجاهلته والتفت جهة التلفاز فهذا يبدوا لا ينوي على خير أبدا
سحبت الكرسي ووقفت عليه وشغلت التلفاز فسمعت صوته من
خلفي قائلا " يوجد اختراع أسمع جهاز تحكم عن بعد
ونملك واحدا إن نسيتِ "
نزلت وأعدت الكرسي مكانه وجلست مقابلة له وقلت
" ذاك لك , أنا اعتدت على هذا كل حياتي هناك "
تحرك من مكانه قائلا " لا أراك تطبقين كل ما اعتدتِ
عليه هناك "
وضعت ساق على الأخرى وقلت بسخرية " لن يكون
ذاك في صالحك أبدا فلا تتحداني "
كان سيقول شيئا لكني قلت ملوحة بيدي " أسكت ستبدأ الآن "
وقف خلفي وقال " مصارعة !! هل هناك فتاة تشاهد هذا "
قلت ببرود " نعم أنا "
قال مغادرا الغرفة " أقسم أنه لا أتعس منك إلا
أنا يا شبيهة النساء "
وخرج وتركني أصر على أسناني من الغيظ , أنا شبيهة نساء يا
نصف شرطي بل نصف رجل وتضع العيب بي , أمسكت جهاز
التحكم وأغلقت التلفاز لقد سد لي نفسي حتى عن مشاهدة مصارعي
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...