الفصل الخمسونخرجتُ من خلف طاولتي وتوجهت نحوها وأمسكت يدها وسحبتها منها
وخرجت بها من المركز حتى وصلنا سيارتي وأوقفتها عليها وقلت
" وهل هذا وقت تدخلين فيه قسم شرطة ؟ "
أشاحت بوجهها عني وقالت ببرود " أعتقد أنه لا يوجد أوقات
محددة لدخول النساء ولم أجد ورقة مواعيد على باب المركز "
قلت ببعض الضيق " لديك محامي كما أعلم وهناك غيره ملايين
في البلاد تلجأ لهم النساء في هذه الأمور "
نظرت لي وقالت من فورها " أنا قلت أريد أن أشتكي وليس
أرفع قضية "
تنفست بقوة ونظرت للأرض تحتي ثم نظرت لها وقلت
" ومن هذا المجرم الذي جعلك تدخلين المركز ليلا لتشتكي فيه "
قالت بهدوء " بل أردت رؤيتك والتحدث معك في أمر مهم "
قلت بسخرية " هنا والآن ؟ "
قالت بجمود " نعم ولن أبرح هذا المكان حتى تعدني أنك ستفعل ما
سأطلبه ولن أطلب منك غيره في أي يوم "
مررت أصابعي في شعري أنظر لحركة السيارات في الشارع أمامي
فقالت " اعتبره طلبا أخيرا مني "
ركزت نظري على عينيها وقلت " طلاق لن أطلقك "
نظرت جانبا وابتسمت بألم قائلة " أخبرتك أنك ستفعلها , ثم ليس
هذا ما جئت من أجله "
بقيت أنظر لها بصمت فنظرت للأسفل حيث أقدامنا وقالت بهدوء
" المنزل الجديد سجَلته بسمك أم بسم العم صابر ؟ "
بقيت أنظر لها مستغربا فرفعت رأسها ونظرت لي وقالت
" بسمه مؤكد أليس كذلك ؟ "
قلت بجدية " تعلمين طريقة تفكيري فلما تسألين ؟ "
قالت من فورها " أَقسم لي يا آسر "
نظرت لها باستغراب فقالت ودمعة ملئت عينيها تتلألأ تحت ضوء
مصابيح الشارع " قل قسما لم أفعل كل ما فعلت لأقهرك وأكسرك "
تنقلت بنظري بين عينيها المحدقة بي تترقب جوابي ثم مددت أصابعي
لعينيها ومسحتها بأطرافها وقلت " كما أخبرتك أنتي تستطيعين قراءة
أفكاري ولا أريد الجواب مني أنا "
ثم أنزلت يدي ودسستها في جيبي مرغَما ومبعدا لها عن وجهها ونظري
لازال يبحث في عينيها مخافة من جوابها , لا تقوليها يا سراب لا تضني
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...