الفصل الخامس والثلاثون
دخلت عليا غرفتي ونظرت لثيابي وقالت " ترجمان يا ابنتي
لما تغادرين السرير وقدمك تؤلمك ؟ "
أغلقت الدرج وقلت " هي بخير اليوم ولن أترك سدين
وحدها يكفي يوم أمس "
قالت وهي تتبعني بنظرها وأنا أتحرك في الغرفة " لكن الأرض
تولوا بها مجموعة من العمال وأنهوها من وقت قليل والقطعة
الأخرى يعمل فيها إياس وسهاد معها "
رفعت شعري للأعلى وأمسكته ذيل حصان وقلت بسخرية
" تلك لا جدوى منها فلا تحسبيها في شيء "
تنهدت وقالت " وحتى متى ستتخلي عن حقك فيه لها فأنتي
زوجته مثلها "
قلت متوجهة جهة الباب " أنا لا أدخل شريكة في شيء يفترض
أن يكون لي وحدي عمتي "
ثم غادرت ونزلت السلالم , لو أرادني ما جلبها , ما وضع ذاك الحد بيننا
من أول ليلة تزوجني فيها والآن يقول أنه مستعد أن يعطيني حقي مثلها
هه يالا السخرية إن كان قبل زواجه بها قد أسقط هذا الحق ولم يطالب به
فلما الآن بعدما أصبح لديه من تعطيه كل ذلك جاء يغدقني بأفضاله ؟ أم
يحسب أني سأوافق فورا وأستقبله بالأحضان , وصلت للخارج وتوجهت
نحو قطعة الأرض التي كنت أعمل وسدين عليها وكان بالفعل هوا وتلك
الشاحبة معهما , نظرت لثيابي لبنطلوني الجينز الأسود والسترة الشتوية
البنية القصيرة تحتها قميص شتوي ضيق وحداء مرتفع لنصف الساق ثم
رفعت نظري لتلك وللباسها المضحك ثم نظرت لإياس الذي يربط اليوم
قطعة قماش على رأسه تغطي شعره ثم يلفها كعصابة حوله وفي كل يوم
يتحول لابن مزرعة أكثر من سابقه , تأففت وأبعدت نظري عنه وعن تلك
الجهة , ما بك يا غبية بقي أن ينظرا هنا ويجداك تنظرين لهما , توجهت
لسدين المنحنية مشغولة بإخراج حجر كبير من التربة ودفعت مؤخرتها
فصرخت جالسة على الأرض فضحكت وقلت " صباح الخير "
وقفت ودفعتني وقالت " حمقاء أفزعتني ظننتك حصانا خرج
من الحظيرة ونطحني "
ضحكت وقلت " أول مرة أعرف أن الأحصنة تنطح "
نظرت لساقي وقالت " ما جاء بك هنا ؟ هل أصبحت بخير "
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...