25

10.9K 220 6
                                    

الفصل الخامس والعشرون

سمعت طرقته على الباب فتنهدت ووقفت وفتحت له وأعلم ما

يريد سيطلب مني مجددا أن آكل معه , وقفت أمامه وأرخيت

نظري لا إراديا وعن نفسي لا أعلم لما أصبحت هكذا دمعتي

قريبة جدا ونظري أكره رفعه فيه , قال بهدوء ممزوج بالجدية

" جهزي نفسك سنذهب لمنزل عمي صابر ونتعشى معهم

فهم يصرون عليا من وقت "

التفتُّ وتوجهت لعباءتي ورفعتها دون كلام ولا اعتراض

ولبستها ورفعت قطعة القماش التي لازالت حجابي ولففتها

على رأسي وأنا أخرج مجتازة له وهوا يتبعني بنظره ثم سار

أمامي وفتح باب المنزل وخرج وخرجت بعده وأغلق الباب

وسار بجانبي هذه المرة ولم يركض هربا مني كالسابق وكان

الصمت ثالثنا حتى وصلنا وفتح الباب ودخل وأنا خلفه وحمحم

بصوت واضح ونادى إسراء فخرجت له راكضة لتتبعها الأخريات

الصغيرات وسلموا علينا واضطررت للنزول لهم لأن كل واحدة

تريد أن تحضنني وتقبل خدي رغم أنهم لا يعرفونني ولم يروني

سوا مرة واحدة إلا أنهم يعاملونني وكأني شخص منهم وكله حب

لآسر طبعا فهم ينادونه أخي قبل اسمه كشيء أساسي فلا تذكر أي

واحدة منهم اسمه إلا قائلة ( أخي آسر ) ويبدوا لأني زوجته صرت

عندهم بمكانته هوا لديهم , خرجتْ بعدها والدتهم قائلة بابتسامة

" وجدتم شخصا غير آسر تخنقوه بالأحضان والقُبل "

سويت حينها وقفتي مبتسمة ولم يعلق أي منا على كلامها ووصلت

عندنا وسلمت علينا ثم أدخلتنا لكن هذه المرة لغير الغرفة التي دخلتُ

لها سابقا حيث كان رجل يبدوا ناصف الستين أو قارب من السبعين

في العمر مفترشا الأرض مغطيا ساقيه بلحاف وثلاث من بناته يجلسن

حوله , سلم عليه آسر بأن قبل رأسه وسأله عن حاله ثم اقتربت أنا منه

وقبلت رأسه أيضا وقلت " كيف حالك يا عمي ومدك الله بالعافية

وأطال في عمرك "

قال مبتسما " وأطال في عمرك وأبقاك يا ابنتي ويوفقكما

وأسعدكما معا "

جلس آسر بجواره فجلست أنا عند الفتيات وخرجت والدتهم ومضى

بعض الوقت في السؤال عن الحال وأغلبه كان بين آسر والرجل ثم

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن