28

10.8K 218 16
                                    






الفصل الثامن والعشرون

نظرت لها بصدمة وهي تدخل بثياب منسقة وأنيقة كأنها ذاهبة

لحفل ونظرة متعالية متعجرفة , اقتربت وجلست على إحدى

الأرائك قائلة " لم يخبرني أحد أنه ثمة ضيوف قادمون "

وجلست دون أن تسلم عليهما لتهينني بذلك قبل أن تهينهما هما

وزاد الموقف سوءً نظرة الازدراء التي وجهتها لسراب بما أن

ترجمان متأنقة أما سراب فلم تخلع عباءتها , ضغطت قبضتاي

بقوة أحاول إفراغ غيظي وإحراجي فيهما وتابعت هي قائلة بنظرة

ساخرة " لم تعرفينا بضيوفك يا دُرر يبدوا أنهما من محيطك "

كنت سأتحدث لأحدّ من الموقف دون مشاحنات لأني أعرف ترجمان

وسراب جيدا , لكن سراب سبقتني قائلة " لا يحتاج أن تعرفنا بك

مؤكد أنتي زوجة زوجها التي يشتكي منك في كل مكان "

عضضت شفتي وأنزلت رأسي للأسفل , آه منها ستكبر المشكلة

الآن فهذه يبدوا أنها جاءت تنوي شيئا ستحققانه لها , هذا ولم تنطق

ترجمان بعد وإن رفعت كماها يعني شجارا محتما وهي المنتصرة

فيه طبعا , ضحكت تلك ضحكة سخرة وقالت " يبدوا صديقتكم

تصور لكم أمورا خيالية "

وكما توقعت هي تعتقد أني أنا من قلت لهم هذا بينما سراب أرادت

أن توهمها أن أواس من يتحدث عنها وهوا لا يفعل ذلك ولا حتى

أمامي ولم يذكرها عندي قط , رفعت رأسي وقلت " ما رأيكما

في نزهة في الحديقة أريد أن تريا قفص العصافير الكبير "

وقفت ترجمان من فورها قائلة " فكرة جيدة فيداي تأكلانني حقا "

وضعت حينها وجد ساق على الأخرى وقالت " تعلمين أن أواس

يرفض الخروج من هنا أم تريدي أن يسجنك ويعاقبك ثانيتا "

صررت على أسناني بقوة أمنع نفسي من الكلام ليس خوفا منها

ولا من أجلها بل من أجل الرجل الذي يكون زوجا لنا ومن فتح

منزله لاستقبال ضيوفي , قالت ترجمان بضيق " اسمعي أنتي

سكتنا لك كثيرا احتراما لدُرر فقط فأرينا عرض كتفيك الآن

واخرجي فنحن من محيطها وليس محيطك فما يبقيك هنا "

أدرت عيناي للأعلى وتنهدت بأسى فها قد وقع ما كنت أخشى

وتكلمت ترجمان , هذه الوقحة تظنهما ستنشران وتروجان ما

تقوله عني ولا تعلم أن ذلك أبعد ما قد يفعلانه وأنهما تربيتا

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن