الفصل الثاني والستونسمعت أنينها المتقطع وقد أيقظني من نومي فجلست وأبعدت اللحاف
الذي تغطي به وجهها وقلت " دُره ما بك حبيبتي ؟ "
قالت بألم مختلط بالبكاء " سأموت أواس لا أستطيع التحمل "
قفزت من السرير فهي ناصفت شهرها ولم تكن تظهر عليها بوادر ولادة أبدا
ووالدتها قالت أنها قد تكمل شهرها وتتخطاه لكني أعرفها جيدا لن تصل لهذه
المرحلة من الألم إلا لأنها لم تعد تتحمل , نزلت السلالم ركضا مناديا لوالدتها
حتى خرجت من ممر غرفتها تركض بقلق وخرج قصي من الجهة الأخرى
وخالته تتبعه وقالت والدته " ما بك ؟ ما بها دُرر ؟ "
قلت عائدا للأعلى " يبدوا أنها ستلد جهزي نفسك لتذهبي معها بسرعة "
وعدت للغرفة وكانت على حالتها السابقة بل وقد ازداد أنينها المكتوم
وبكائها فتوجهت نحوها وقلت " دُره هيا لأحملك ساعديني حبيبتي "
قالت من فورها " يمكنني السير حتى نصل السيارة , بسرعة أواس
لم يعد يمكنني التحمل "
ساعدتها لتقف ولتلبس حجابها ودخلت والدتها الغرفة قائلة
" أين حقيبة الطفل ؟ "
أشرت للخلف وقلت سائر بها جهة الباب " بجانب السرير هناك "
نزلت بها السلالم ولازالت تصر على أن لا أحملها حتى وصلنا للخارج
وكان قصي قد شغّل سيارته قبلنا فأركبتها في سيارته وقلت " كنت
سآخذهما أنا , لما تتعب نفسك أيضا ؟ "
قال وهوا يفتح الباب من الداخل لوالدته التي تبدوا من ارتباكها لم تعرف
كيف تفتحه " سأقود أنا واركب أنت معنا فلن أتركك تقود وأنت قلق هكذا "
ركبت بجانبه وهي ووالدتها في الخلف وطوال الطريق كنت انظر لهما
خلفي فقال قصي ضاحكا " هل علمت الآن لما لم أتركك تقود ؟
لأني أعلم أنك لن ترى الطريق "
نظرت له وقلت بضيق " هل هذا وقت مزاحك السخيف ؟ ستتزوج
ونرى ما ستفعل وزوجتك مكانها الآن "
قال ونحن ندخل سور المستشفى " لتوافق عليا أولا وسأجهز لها
غرفة ولادة في المنزل "
فتحت باب السيارة وقلت نازلا منها " لا تنزلوها سأحضر سريرا "
وفي لحظات كانت داخل غرفة الولادة وكانت الساعة الرابعة فجرا ولا أحد
غيرنا في ممر المستشفى بثياب نومنا وأحذية المنزل , وأنا أجوب الممر جيئة
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...