الفصل الثلاثون
ما أن وصلت نصف الصالة حتى لمحت ضوء المجلس المتسلل
من بابه الشبه مفتوح وبدون أدنى تفكير ولا قرار مني توجهت
بخطواتي هناك وفتحت الباب أكثر ودخلت فوجدتها نائمة على
الأريكة تجمع كفيها تحت خدها وكأنها طفلة لأول مرة تنام بعيدا
عن حضن والدتها , اقتربت منها بهدوء يشابه هدوء ملامحها
الحزينة ووجنتيها المتوردة من برد هذا المكان الذي تنام فيه بلا
غطاء , اقتربت أكثر ونزلت مستندا بقدماي عند وجهها وكانت
دمعتها لازالت معلقة برموشها فابتسمت بحزن ومسحتها بإبهامي
ثم جلست على الأرض متكئا بالأريكة التي تنام عليها خلفي وسندت
رأسي للأعلى فلامس أسفل معدتها فشعرت بوخزه قوية في أعماقي
أيقظت شعورا دفينا طمرته خلف مشاعري من أعوام , هززت
رأسي بقوة وأمسكت عيناي بأصابعي مغمضا لهما , لا يا أواس أنت
لا تريد طفلا يكبر هنا في أحشائها لا تريد هذا فقد تموت قريبا
يقتلك جدها ويأخذهما ليلقى ابنك ذات مصيرك , لن يحدث
ذلك حتى يموت ذاك الوحش أو يسجن للأبد
*~~***~~*
بقيت أحدق بها وهي تنظر لي بتوجس وريبة تنتظر ما سأقول
فتنهدت وقلت " رغد لا أمل لك في ابنتك إلا بحل واحد "
قالت من فورها " ما هوا وسأفعله فورا "
قلت " متأكدة "
قالت بريبة " ما تقصدين يا أمي ؟ لما لا تكوني واضحة
وقولي ما لديك "
تنهدت مجددا وقلت " تحدثت مع إياس وقال أن قوانين البلاد
تقف في صفهم بما أن والدها توفي وهم رفضوا حتى المال
مقابلا للتنازل فالحل الوحيد في زواجك مـ... "
قالت مقاطعة لي " إن تزوجت فستكون حجتهم أقوى يا أمي
وستنتقل الحضانة لك ولن يرضوا بذلك ولا أنا أريد تركها "
قلت بهدوء " ليس إن كان الزوج من أهلها "
نظرت لي بادئ الأمر بعدم استيعاب ثم صرخت واقفة على
طولها " لا خالد لا "
هززت رأسي وقلت " لا حل غيره أمامك وهوا سبق وطلبك "
قالت بذات صراخها ملوحة بيدها في الهواء " لا لن أرجع لذاك
المنزل وتلك العائلة أبدا "
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...