الفصل الرابع والخمسوناندفع الباب ببطء فوقفت من فوري وعيناي معلقتان به وشعرت بتوتر
كبير ما أن دخل صاحب ذاك الطول والشخصية والحضور الطاغي
نظر لي للحظة باستغراب بادئ الأمر قبل أن يقول بشبه همس
" دُرر علي رضوان ! "
وقفتْ حينها زوجته والتفتت له وقالت " وجدتها في الشارع تنتظرك
تحت الشمس , عليك أن تجد حلاً لمقابلة الناس "
نظر لها وتقدم ناحيتها ووقف بجنبها ثم نظر لي وقال " لو زُرتني
في مبنى الوزارة لكنت تركتهم أدخلوك "
نظرت للأسفل وقلت " من كان سيدخلني ؟ إن كانوا حرس منزلك
رفضوا ذلك فكيف هناك "
قال من فوره " هناك ستصلين لسكرتيري وهوا وحده من سيعترض
طريقك وما أن يحوّل أسمك لي أدخلك أو تحصلي على موعد
أما الحرس هنا فالأوامر مشددة عليهم "
رفعتُ نظري له وقلت " آسفة حقا على إزعاجكم لكن الأمر ضروري
ولا أحد بعد الله غيرك سيخدمني فيه "
أشار لي بيده لأجلس ثم قال ناظرا لساعته " عليا الخروج سريعا فهل
الأمر لا يحتاج وقتا طويلا أم نرى وقت آخر "
جلست وقلت " لن آخذ من وقتك الكثير "
جلس حينها مقابلا لي بعدما فتح زر سترته واستند بمرفقيه على ركبتيه
ناظرا لي ليزيد من توتري من وجوده وجلسته التي تشبه جلسة محققين
أكثر من كونها جلسة وزير وقال " بما أخدمك يا دُرر ولا تقولي بأنك
تريدي رؤية جدك فذلك ممنوع منعا باتا "
هززت رأسي بلا وجلستْ زوجته بجانبه فنظر إليها وقال بابتسامة
جانبية " هل عليك حضور الاجتماع معنا ؟ "
نظرت له بصدمة ثم وضعت يديها وسط جسدها وتحولت نظرتها للضيق
دون أن تتحدث ليصدمني بضحكته الخفيفة وقال وقد ركز نظره على
عينيها " قد تكوني جاسوسة "
تنفست بقوة وقالت ناظرة له " إحدى عشر عاما ولم تعرف حتى
الآن إن كنت جاسوسة أم لا "
قال مبتسما ولازال نظره على عينيها " هيا رافقتك السلامة "
وكزته بمرفقها وهمست له شيئا في أذنه فضحك ثم نظر لي وقال
" سيدة دُرر هل تسمحي بوجودها "
نظرت له باستغراب ثم لها وقلت مبتسمة " بالتأكيد فهي سبب دخولي
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...