27

9.8K 221 9
                                    






الفصل السابع والعشرون



خرجت من الحمام أمسك البنطلون كي لا يقع مني أما القميص فقد

ربطته ربطا لأجمعه على جسدي وتوجهت بخطوات راكضة نحو

غرفته ودخلت فكانت دافئة تماما وهوا ليس فيها فاقتربت من المدفئة

ومددت يداي ألتمس الدفء منها وكانت ثمة بطانية أمامها ومؤكد آسر

من وضعها هنا , لففت جسدي بها جيدا وجلست أمام المدفئة ولازالت

عطساتي تخرج بين الحين والآخر حتى دفع الباب ودخل وأغلقه خلفه

يحمل في يده كوبا تخرج منه الأبخرة فمسحت كفاي ببعض ثم مددتهما

للمدفئة وقلت " ليلة من ليالي الشتاء القارص , ما كل هذا البرد "

وضع الكوب أماي وقال " اشربي هذا ليدفئك , الجو ليس بذاك

السوء أنتي من يبدوا أنك لا تستحملين "

ضممت نفسي بالبطانية مخبئة نصف وجهي فيها وقلت ونظري

على المدفئة " في صغري كنت أرجع من المدرسة بلا مضلة كغيري

ولا أحد يوصلني , الجميع يحضر أبائهم عندما يهطل المطر أما أنا

وترجمان فنرجع للمنزل ركضا تحته ونصل مبتلتان تماما ولا نجد

ولا حتى مدفئة بل أغلب الأحيان تجف ثيابنا علينا إن كانت دُرر

خارج المنزل ومع مرور السنين أصبحت هكذا لا أتحمل

ولا نفحة البرد البسيطة "

لاذ بالصمت ولم يعلق بشيء وجلس على سريره وكنت أتوقع هذا

منه فنظرته لي لن تتغير أبدا ويظنني أستجدي عطفه بحديثي عن

تلك السنين لكنه مخطئ مخطئ تماما , ضممت نفس أكثر ولذت

بالصمت مثله عيناي تراقبان النار أشرب الشاي الذي أعدّه وعلى

دفعات حتى خرج من صمته قائلا " سراب سأسألك سؤالا

ولا تجيبي عليه "

نظرت باستغراب دون أن ألتفت له فكيف يسأل سؤالا ولا يريد

الجواب عليه ؟؟؟ تابع حديثه قائلا " لو لم تعرفي حقيقتي

هل كان سيكون موقفك مشابها اليوم "

التفت لها حينها أنظر له بصدمة وكنت سأتحدث لكنه سبقني

قائلا بجمود " لا تجيبي اتركي الجواب لنفسك "

فوقفت حينها وغادرت الغرفة وركضت لغرفتي ودموعي تجري

فوق خداي , نعم فهمت هوا لا يريد الجواب أيا كان وكل ما

يعنيه أن تصلني فكرته وقد وصلت





حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن