الفصل الثاني عشر
نمت على الوسادة وحضنت الأخرى بقوة وخبأت وجهي فيها
وبدأت دموعي بالنزول وأنا أتذكر تلك الأيام حين كان يغدقني
بكلامه العذب بل بكذبه المزيف حتى بنا لي قصورا عالية من
أوهام ليسقطها على قلبي فيما بعد وكنت أستحق لأني سلمته
له سلمته مشاعري سلمته أغلى ما أملك وهوا الحب النقي
المخلص , أخلصت له وانصعت لكل أوامره حد الإذلال
وفي النهاية علمني أن أندم على كل ذلك , كم كان يقول لي
( أنتي مهجة القلب يا رغد أنتي نظري أنتي روحي وسنعيش
معا حياة يتحدث عنها الجميع ) وبالفعل تحدثوا عنها من
قسوتك وجبروتك من سَجني وضربك لي وأستحق كل ذلك
طرق أحدهم باب الغرفة فجلست بسرعة ومسحت دموعي
فدخل حينها وكان إياس فسويت من جلستي وقلت مبتسمة
" تفضل ما هذه المفاجأة الرائعة "
أغلق الباب ودخل دون أن يعلق على كلامي وجلس أمامي
ينظر لعيناي بصمت أفهمه جيدا فهذا طبع إياس يتحدث كل
شيء فيه قبل لسانه فنظرت ليداي في حجري وقلت بحزن
" فترة لابد منها وستنتهي قريبا "
قال بعتب " بل يبدوا لي لن تفارقك أبدا , لقد بدأنا في إجراءات
الطلاق وستتحررين منه وعليك نسيانه يا رغد مهما كان الثمن
ولا تقيدي نفسك به لتعيشي تعيسة كل حياتك "
هززت رأسي بحسنا لتتدحرج دمعتي فمسحتها سريعا وقلت
" لن يكون سهلا أن تحب شخصا لسنوات ويطعنك ويخذلك
فيه ثم بكل سهولة تتصرف وكأن الأمر لم يكن , سأحتاج
وقتا وسأنسى "
أمسك ذقني ورفع وجهي له وقال " هل علمتِ أنه
خطب أخرى "
أبعدت وجهي وقلت بغصة " علمت وليفعل ما يحلو
له أقسم أنه لم يعد يعنيني يا إياس "
تنهد بقوة وضيق ثم قال " إذا جئت لآخذ ندى لأن عمها
جاء لرؤيتها وبما أنها ليست هنا لابد وأنها مع تؤمها سدين "
ابتسمت بحزن وقلت " نعم واليوم حتى حداءيهما متشابهان "
ابتسم وهز رأسه قائلا " لا أعلم كيف ستتزوج وتتركها "
قلت باستغراب " تتزوج !! "
قال مبتسما " نعم خطبها صديق لي ووافقت
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...