الفصل الحادي والخمسون" ما رأيك أنت يا قصي ؟ "
نظرتُ لها بعدما أعادتني من شرودي في الواقفة بعيدا وحدها ثم قذفت
قطعة الحطب في النار أمامنا وقلت " الرأي رأي دُرر ولن أجبرها
على شيء وأنا حي أتنفس "
قالت خالتي بضيق " ويعجبك حالها هكذا ؟ "
مررت أصابعي في شعري ممسكا لرأسي على صوت جدتي قائلة
" بقي على ولادتها ثلاث أشهر فقط وما تزال تعيش في حزنها القديم
وأنت تتفرج عليها وتعلم أنها تحترمك وتقدرك ونراك ترفض مجرد
إقناعها والضغط عليها "
نظرت لها وقلت بضيق " إذا أتركوا الأمر حتى ولادتها لما الاستعجال ؟
أقسم أني لازلت حتى الآن أعض أصابعي ندما على سماعها ما قلت لكم
يومها , ولو أنها ماتت وابنها حينها لا أعلم ما كنت سأفعل في نفسي "
قالت أمي بحزن " كانت ستعلم إن عاجلا أو آجلا فالموت أمر
لا يخفى مهما طال الوقت "
قلت بقهر " كانت على الأقل أخذت وقتا كافيا ونسيت قليلا أو تلهت
بابنها , أنظري لحالها وكأنها لم تسمع شيئا مما قلناه , ولازالت
في جنونها القديم "
قالت أمي " وما الرأي الآن ؟ "
قلت بجدية " الرأي رأيها لا نقاش في هذا "
وقف حينها غياث الصامت طوال الجلسة وغادر بخطوات بطيئة حتى
ابتعد فقالت خالتي ناظرة له " كنتَ راعيت مشاعره على الأقل "
قلت بضيق " وما قلت أو فعلت ليغضبه ؟ ابنك يتحسس من كل شيء "
قالت جدتي بهدوء " هوا يضن أنكم ترفضونه بسبب ماضيه
الذي تعلم أنه لا يد له فيه "
تنفست بقوة مهدأ نفسي وقلت " جميعنا نعلم أن غياث سجن في الأكوادور
ظلما ولم تكن له علاقة بتلك القضية والمخدرات وضاعت سنين حياته
في السجن ولم أعتبر ذلك عيبا فيه أبدا "
قالت خالتي " إذا ما المانع أن تقنع شقيقتك لتوافق عليه ؟ فهوا
لم يقرر الاستقرار إلا بعدما رآها وقرر الزواج منها "
قلت بنفاذ صبر محاولا إخفائه قدر الإمكان " خالتي افهميني أرجوك
وارحموني جميعكم , فإن ضغطنا عليها فسنؤذيها أكثر , أتركوها تلد
ابنها ثم لكل حادث حديث , لما الاستعجال وهي ما تزال في عدتها "
قالت أمي بحزن ناظرة لها حيث تقف أمام الموج " لعلهما يكونا تضميدا
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...