الفصل السادسفجأة وجدنا أنفسنا في قبضة الشرطة ثم في سيارتهم ثم في المركز
النساء جميعنا في مكان ضيق وكل واحدة تدفع الأخرى لتبتعد عنها
التي تبكي وتضرب خديها خوفا من أهلها والتي تقول عمي سيقتلني
وكل واحدة تسرد حكايتها عدانا نحن الثلاثة فلا أهل لنا نخاف منهم
ولا أحد غير العجوز وشقيقها اللذان أخذانا لمنزل لنكتشف أنه للفسق
والفجور وتركانا وهربا بالتأكيد لكانت معنا هنا , قالت سراب
من بين أسنانها " القذران هذا كان مخططهما "
قالت دُرر ببرود " المهم لم يمسوا شرفنا بشيء "
قلت بسخرية " وما الفائدة ونحن في قسم الشرطة وللسجن فورا
يا ثلاثي اليتيمات المنحوسات ولنكمل باقي حياتنا البائسة
هناك فحتى أهل يكفلونا ويخرجونا ليس لدينا "
انفتح حينها الباب ودخل منه شرطيان وقال أحدهما بصوت
مرتفع " سراب ودُرر وترجمان الأصمعي يخرجن فورا
من بين أكياس النجاسة "
قلت صارخة فيه من بعيد " ولما تتوج جملتك بتلك الخاتمة لا
أعلم ما الذي يُدرّسوه لكم في كلية الشرطة غير قلة الأدب "
شدت سراب فستاني وقالت بغيظ " ترجمان هذا ليس وقته
لا تنسي أننا في مركز للشرطة "
تأففت وخرجت وهما يتبعانني وقال " من منكما طويلة
اللسان التي تكلمت "
قلت ببرود " أنا هل لديك مانع "
كان سيتحدث لكن الذي معه قال له " توقف يا أسعد لا نريد
عقابا من سيادة العقيد "
تأفف وقال مشيرا بيده " أمامي بسرعة "
قالت دُرر " أين ستأخذوننا "
قال بسخرية " للبار يا حبيبة أمك لتكملي ليلتك "
قالت " أحضروا لي عباءتي وحجابي أولا "
أمسك ذراعها وسحبها قائلا " تحركي بسرعة وهل وجدنا
معك عباءة لنعطيها لك "
استلت يدها منه مع ضربة على رأسه سبقتها وكانت من حدائي
الذي خلعته حينها وقلت بغضب " وتمسك ذراعها يا قليل الأدب "
ابتعد بعدما اقترب اثنان آخران منا وهوا يقول " كسر الله
يدك الدماء تنزف مني "
أبعدوه وقلت للبقية بحدة " فليجرب أحد غيره أن يقول لنا كلمة
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...