الفصل الثامنرمى الهاتف على السرير وهوا لازال في رنين مستمر وتقدم
نحوي فتراجعت حتى التصقت بالجدار وقلت " أواس ماذا بك ؟؟ "
وصل عندي وأمسك ذراعي بقوة وقال من بين أسنانه
" من عمر الحاشي هذا "
قلت بتوتر ونظري في عينيه الغاضبة " مـ مالك المحل الذي
كـ كنت أعمل فيه "
هزني بقوة وقال " وما يفعل رقمه عندك ويتصل بك
لماذا يا دُره تكلمي "
يا إلهي عيناه ستخرج من مكانها من الغضب وأشعر أنه سيحرق
وجهي بأنفاسه وحتى في أوج غضبه يناديني بدُره , شد على ذراعي
أكثر وقرب وجهي لوجهه وقال بغضب " لا تكوني من النوع ذاك
يا دُره لأني لن أرحمك أبدا , كله إلا أن تكوني من أنجس ما خلق الله "
حاولت الكلام لكني لم أستطيع فهذه العقدة مرتبطة بنفسيتي , هزني
بقوة وقال بصراخ " تكلمي ما يفعل رقمك لديه ويتصل
بك في الصباح الباكر "
كنت أحدق فيه بصمت وتنفسي يتصاعد ثم هززت رأسي بلا
ليفهم أني لا استطيع الكلام وهوا بهذا الغضب فرماني على
السرير بقوة وتوجه للباب ليخرج فقلت بصوت ضعيف
" لا أعرفه أقسم لك "
وقف حينها والتفت لي فدسست وجهي في اللحاف وقلت
" زوجته تحدثت معي من رقمها مرة ولم أسجله عندي "
وصلني صوته قائلا بضيق " ولما يتصل إن كان الرقم عند زوجته "
قبضت على اللحاف بقوة ووجهي لازال مختبئ به وقلت ببحة
" لا أعلم , اتصل به الآن أمامي لتفهم ولا تصرخ أرجوك
حتى أتبت لك عكس ما تضن "
*~~***~~*
نظرت لها وهي تنكمش على نفسها وتتمسك باللحاف بقوة لينتقل
نظري لجسدها وساقيها وذراعيها البيضاء فنظرت جانبا حيث
الباب الذي أمسكه بيدي فقالت بخفوت وهمس بالكاد يسمع
" لا تغضب أرجوك لتفهم "
نظرت لها سريعا وقلت " لازالت لديك تلك الحالة ؟!! "
لاذت بالصمت ولم تتحدث ولا تتحرك فمررت أصابعي في
شعري وتوجهت نحو الهاتف اتصلت بالرقم ذاته ورميته على
السرير بجانبها وقلت " سيجيب الآن وأريد أن أفهم موضعه
من كل هذا أو قسما لن أرحمك "
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...