الفصل التاسع عشرما أن بدأ الليل خرجت متسللة من منزل سراب وغادرت الأحياء
الشعبية تلك وركبت سيارة أجرى , لم أكن أريد أن يتأخر الوقت
لكي استطيع الرجوع هناك بسيارة أجرى قبل أن ينتصف الليل
دخلت المنزل بعدما أعطيت الخادمة الإشارة لتفتح لي وكانت
سيارة إياس غير موجودة فهوا لن يأتي قبل الفجر , كنت أريد
أن تقوم الخادمة بهذا لكن الجبانة رفضت ولا أعلم لما ووحدها
من تستطيع فعلها ودخول الغرفة وإخراجه ولكن الأمر دائما
مربوط عند الخادمات بالشرطة فبما أن ثمة شرطي في المنزل
فسيقول لها عقلها أن أي شيء ستفعله عقابه سيكون السجن
ما علمته منها أن رغد متعبة وأخذوها للمستشفى وستنام هناك
ووالدتها معها أي أنه لا أحد في المنزل سوا سدين وسلسبيل
التي تبقى في غرفتها أكثر مما تخرج منها , وصلت المنزل
ونزلت ودخلت بما أنها تركت لي الباب مفتوحا ثم دخلت من
الباب الخارجي للمطبخ ووجدتها هناك وقالت هامسة
" لا أحد في الأسفل فاصعدي بسرعة وسأراقب لك الشارع "
هززت رأسي بحسنا ودخلت وسط المنزل من باب المطبخ
الداخلي وصعدت السلالم فورا , حتى إن وجدتني سدين فلا
خطر منها ولن تمنعني من الخروج , المهم أن ذاك المغرور
ليس هنا , وصلت لغرفتي بسرعة ودخلت وأغلقت الباب
خلفي ليعم الظلام الغرفة التي لا ضوء فيها فشغلت نور شاشة
الهاتف وأسرعت الخطى لأشهق فزعة حين اصطدمت بجسد
أحدهم ووقع هاتفي وتراجعت للخلف لتمسك يد قوية بذراعي
وسحبتني معها وأغلق باب الغرفة بالمفتاح ثم أشعل
نور الغرفة فقلت بصدمة " إياس "
ترك ذراعي وكتف يديه لصدره وقال " ومن تتوقعين
سيكون وأنتي حتى الصراخ لنجدتك لم تصرخي "
قلت ببرود " لست خائفة لأطلب النجدة "
صرخ حينها غاضبا " نعم وما سيخيفك تتسللين كاللصوص
وتخرجين بدون أذن ولم تحترمي حتى عمتك التي كانت تترجاك
لا وتريدين ترك البلاد سيدة ترجمان هل هي فوضى "
نظرت له بصدمة , هذا من أخبره عن سفري فحتى الخادمة
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...