Part 2

987 89 98
                                    


تسير هي بخطى مرتبكة باتجاه التابوت الذي يحوي الجثمان.. يتبعها انهيوك من ورائها، ليقف كليهما أمامه بهدوء..
ابتلعت لعابها و قلبها يرتجف من وقار الموقف، أحس بها و بما ينتابها من أحاسيس، فاقترب منها و لمس كتفها قائلاً "سأنتظرك في الخارج.. لأمنحك بعضاً من الخصوصية"..
أومأت له ليبتعد و يتركها وحدها، لا أحد برفقتها سوى جثمان والدها الراحل.. رسمت هانا على ثغرها ابتسامة جانبية بعينين ذابلتين و قالت بصوت مخنوق ما كانت تكبته بداخلها لسنوات طويلة..

"أتعلم أن شكلك غير مألوف لي كثيراً.. يا أبي!!، كيف سيكون مألوفاً و قد تفتحت عيناي على هذه الدنيا على صورك القليلة فقط برفقة أمي!!.. هذا كل ما تركته لنا!.. كسرت قلب أمي.. رميت بي و لم تسأل عني.. و لم يتبقى لي منك إلا الصور القديمة!... (هربت منها ضحكة ساخرة مرافقة لقطرات دموعها التي أبت الإنحسار أكثر).. غريب هو لقاؤنا الأول بعد كل هذه السنوات!!.. أنا أمامك شابة في منتصف عقدي الثاني، و أنت أمامي.... جسد بلا روح!! (مسحت دموعها بعد صمت دام ثوان طويلة وهي تحدق به لتتابع باستغراب) لست أدري أصلاً لم أذرف الدموع أمامك؟!.. أهو لأنني فقدتك قبل حتى أن أجدك؟!.. أم هو حزن على وفاتك.. أو حزن على نفسي اليتيمة؟!!.... (صمتت مجدداً للحظات، ثم تابعت بانكسار وهي تلمس يده الباردة).. بكل حال، لا شيء من هذا الكلام يفيد.. فلترقد بسلام.. يا.. أبي!"

كان يقف خلف الجدار يستمع لحديث نفسها أمام والده، أحزنه حال أخته

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كان يقف خلف الجدار يستمع لحديث نفسها أمام والده، أحزنه حال أخته.. التي تعرف عليها للتو! و أدرك كم هي مشابهة له بنسبة كبيرة.. مسح الآخر دموعه النازلة و ألقى نظرة أخيرة عليها قبل يتخذ خطاه خارج المكان.. هذه المرة بالفعل!

***

خلال هذا الوقت وفي الصالة الخارجية، كان كل منهما يجلس مقابلا للآخر في جو من الصمت..
كيوهيون.. مشغول الذهن الذي كان يعبث بهاتفه، و يطبع رسائل نصية إلى مساعديه في مكان عمله.. ريثما ينتظر انهيوك حتى يعود من الداخل..
و يوجين.. التي تجلس على كرسي مقابل له، ترمقه بنظرات كل حين و آخر.. و تعبث بإحدى خصلات شعرها، كحركة لا إرادية بدليل التوتر.. التوتر الذي حصل في بداية تعارفهما عند دخولها المكان مع هانا..

بعد دقائق من الصمت الثقيل، نطقت كلماتها بارتباك.
- عذراً.. على الموقف الذي حصل!

رفع نظره إليها لتتلاقى عيونهما في ذات الصمت لمدة وجيزة كانت كفيلة بزيادة معدل ارتباكها إلى الضعف.. أمال رأسه قليلاً ثم رمش و قال بشيء من اللامبالاة.
- لا عليكِ..

Je t'aimeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن