ما عاد لقلبي دفاعات يتغنى بها أو مقاومة، فأنا مسلوبة الإرادة بين يديه.
يغرقني مداً، ويبعثرني جزراً.. يسكرني وصالاً و اظمأ له هجراً.
يكفي أن يناديني فأصرخ له لبيك! مجنونتك رهن إشارتك وملك يديك!
سجل يا تاريخ حبنا، فلا المستقبل سينسانا ولا الماضي سيقدر على تفريقنا.***
ترجلت من سيارة الأجرة و وقفت أمام البناء. بعد أن أصبحت الآن على بعد دقائق من رؤيته، و بعد أن أحست أن فورة مشاعرها أصبحت حقيقة الآن.. اجتاحها شيء من التردد، و عادت دموعها لتنهمر من جديد على عرض خديها مختلطة بقطرات المطر التي تبللها. ما عادت تدرك ما بها، هل الشوق يقطع شرايينها أم التردد و الخوف هو ما يثنيها عن العبور و الذهاب إليه؟!
أسكتت صوت عقلها و تركت العنان لقدميها لتذهب إلى منزله.
وقفت أمام باب المنزل و طرقته، انتظرت لحظات و ما من مجيب. عاد التردد ليباغتها و يخبرها بأن تعود أدراجها، إلا أنها كانت متجمدة القدمين أمام أطلاله وقلبها يرفض الانصياع. طرقت ثانية و ثالثة و انتظارها كاد أن يطول و ترددها كاد أن يكبر و دموعها تأبى الانقطاع أمام حرب قلبها و عقلها.. حين فجأة فتح الباب و طلّ هو من خلفه بعينيه المذعورتين و المتسائلتين عن هوية طارق بابه في ساعات الليل الأخيرة هذه.
تحولت نظراته لها إلى صدمة و ذهول و كأنه لم يصدق عيناه بعد كل هذا الانقطاع بينهما. وفي الوقت الذي كانت فيه هي مكتفية بسيل الدموع و التأمل به فقط باغتها هو و سحبها و ضمها إليه في غمرة من أحضانه، فعانقته وهي خائرة القوى تكاد تفقد روحها بين يديه.بادلته العناق و روى هو عينيه من دموع الشوق الحارقة، يدخلها بصدره أكثر ليغلق الباب عليهما معاً في الداخل.
مضى بعض الوقت وهما متعانقان يروي كل منهما ظمأه من الآخر و يتنفسان بصعوبة عندما كانت لغة الدموع هي المسيطرة.
ابعدها عنه و نظر إليها متفحصاً وهو يتلمس وجهها بأطراف أصابعه وكأنه يخشى أن يخدشها فتضيع منه فقد جرب شعور الفقد و الحرمان منها مسبقاً و وجد له طعماً لاذع المرار.
- كيف.. كيف أتيت.. لم أنت مبللة هكذا؟.. يوجين أنت... ترتعشين..أجابته بعبراتها وهي تنتحب حبها المجروح ببعده. شدها نحو الأريكة و أجلسها ثم و بلمح البصر أحضر لها بطانية و كوب ماء. مع هذا أحس بنفسه عاجزاً عن تخفيف ارتجافها و نوبة بكائها فهو لم يكن أفضل حالاً منها.
شربت القليل من الكوب ثم أخذه منها و وضعه جانباً، ليضم بعدها يديها بين يديه و يحاول تدفئتها بأنفاسه الحارة و عيناه معلقتان بها في الوقت الذي كانت فيه هي تنظر إلى الأسفل ولا تتوقف عن البكاء .
- أنتِ مبللة جداً!.. و باردة كالثلج!.. ستصابين بالمرض هكذا!..
أنت تقرأ
Je t'aime
Romance"عيناه اللتان تسحرانني ضحكتي التي تضيع بين شفتيه يريني الحياة بلون وردي ويخبرني أني له برغم ما كان و ما سيكون.." حياة جديدة لم تكن بحسبانهم السفر برمته كان واجب أكثر منه خيار لكن كل شيء اختلف بعد وصولهم هناك بالنسبه لهم هذه المشاعر غريبة جداً جدي...