الفصل السابع عشر..

2.4K 267 39
                                    

أخذ كلاً منا ينظر أمامه في صمت تام ولكن بعد قليل سمعت صوته الأجش يخترق هذا الصمت..

"أأنا لم أرد أن تشاهدي هذا الوجة الأخر مني، أنا لا أستطيع أن أسيطر على غضبي وأنتي أغضبتني بما فيه الكفاية ذلك اليوم"
قال بهدوء ممزوج بحدة بسيطة في آخر كلامه بينما اكتفيت بالنظر إليه..

"لقد ثارت البراكين بداخلي عندما أخبرتني أنك تنوين الإنتحار..
إن حياتك ليست ملكك الآن أفهمتي لن تستطيعين إنهائها بتلك السهولة، أنا لن أعطيكي الفرصة لإيذاء نفسك..

لما تحاولين الهرب؟
لما تحبطين مسعايا في الوصول إليكي؟..

هل تعلمي كم من عقبة أصبحت أمامي الآن نتيجة عدم قتلى لكي..

أخبريني لما ظهرتي الآن وكيف دبت الحياة في قلب شيطان وأصبح ينبض لكي فقط "
انفجر كالسيل بوجهي وتغيرت نبرة صوته مما جعلني أجفل وكدت أوشك على البكاء ولكن تمالكت نفسي..

" أنت لم تستيقظ من نومك لترى أنك أصبحت بالجحيم بين ليلة وضحاها وتتعرض للضرب والتعذيب بلا سبب ثم بعدها يأتي أحد سكان هذا الجحيم ليخبرك بأنه يحبك وأنه سيتزوجك رغم إرادتك، هل فعلت؟..

أنا كنت عبارة عن فتاة بسيطة لا تريد شئ سوى أن تعيش حياة هادئة وتتفوق في دراستها لتحقق حلم عائلتها المتوفاة..

كنا نخطط أنا وأصدقائي أن نقضي أجازة صيفية ممتعة، أن نذهب إلى جزيرة ما نلعب ونمرح لكن القدر كان لديه خطط أخرى لأقع في هذا المكان لسبب مجهول..

وها أنا ذا أجلس بجوارك الآن أندب أحلامي الحمقاء...

هل تعلم أنا لم أعد أريد الهرب، أنا حتى لا أملك أي طاقة للبكاء الآن "
قلت بهدوء في نهاية كلامي وأنا أمسح بقوة الدمعة التي سقطت من عيني ثم نهضت من مكاني مسرعة لأعود إلى القصر مرة أخرى..

لكنه ظهر أمامي من الفراغ ليوقفني عن السير وتفاجأت به يدخلني في عناقه بقوة بينما أنا لم أبدى أي رد فعل لهذا ولكن بعد قليل قمت بمبادلته العناق وأنا أشتد عليه ليس لأنني أحبه ولكن أنا بالفعل أفتقد شعور الدفئ هذا..

بينما هو يضمني كان وجهي مقابل لصدره فلاحظت وجود وشم أسد صغير عليه وقد جاءت لي بعض الذكريات عن هذا الوشم..

ابتعدت من عناقه ثم مددت يدي لأبعد ردائه قليلاً ليظهر لي الوشم بوضوح أكثر الآن..

"أنا قد رأيت هذا الوشم مسبقا ً"
قلت وأنا أشير عليه بإصبعي وأنظر إليه..

"" أين؟ "
سأل متلهفا وقد رأيت بريق في عينيه ولا أعلم ما سر سعادته بذلك..

" لا أتذكر "
قلت وأنا أنظر للوشم مجدداً..

" حسناً.. لنعود الآن "
قال وأومأت وبينما أنا أسير وجدته حاوطني بذراعيه مرة أخرى من الخلف..

" ماذا؟ ابتعد "
قلت ولكنه وضع يده على عيناي ليغمضها وبعد ثانية من ذلك وجدت أننا في غرفتي..

"أووه كان هذا مفاجئاً بعض الشئ "
قلت وأنا أحك رقبتي بتوتر بينما هو إبتسم..

" أعدك بأن كل شئ سيجري كما تريدين لكن لا تذهبي وتتركيني"
قال وهو يمسك بيدي برقة..

"هذا يعني أنك لن تجبرني على شئ مثل أمر هذا الزواج؟"
قلت بأعين حالمة..

"بشأن أمر الزواج أنا لدي أسباب لذلك ولكن سوف نتناقش في الأمر ونصل إلى حل، أنا أعدك بذلك"
قال وأومأت وأنا أوجه نظري للأرض..

" عمتي مساءاً حبي"
قال وهو يرفع وجهي بإصبعه ثم وضع قبله على جبهتي وهَمَ ليخرج من الغرفة..

" هناك سؤال أخر"
قلت بنبرة عالية قليلاً وهو على وشك الخروج ولكنه لم يستدير..

" هل يمكن الوثوق بعهود الشياطين؟ "
قلت بسخرية بينما هو نظر لي بجانب وجهه وهو يضع إبتسامة جانبية...

________________________

-رأيكم؟


لعنة مثلث برموداH.S |  (completed) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن