الفصل الثامن والعشرين..

2.1K 232 36
                                    

تملكها الخوف والفزع عندما صرخ بوجهها فأخذت دموعها تهطل تدريجياً بينما هو عندما رآها تبكي قد عاد خطوات للخلف معطياً ظهره لها وهو  يقبض على يده بقوة، كان يعلم أنه سيؤذها إذا بقي فهو لا يستطيع السيطرة على غضبه..

أسرع بالذهاب إلى الخارج وهو يسير بسرعة شديدة بينما هي مسحت دموعها وهي تركض ورءاه ظلوا هكذا ولم تدرك أنها قد تخطت السياج الذي يحيط بالقصر وأصبحت في مكان لا يجب عليها التواجد به..

"هاري اسمعني انا أرجوك"
قالت ببكاء وهي تسير خلفه ولكنه لم يجاوبها فغضبه قد أعماه بتلك اللحظة.
ارتطمت قدمها بصخرة بينما تسير لذا توقفت قليلاً لترى ما بها وعندما رفعت رأسها لم تجده فهو قد اختفي...

أخذت تسير وهي تبحث عنه وتنادي بإسمه كالمخبولة ولكن وقفت حينما لاحظت أين توجد الآن فذلك المكان لم يكن مألوف بالنسبة لها لذا تملك الخوف قلبها..

ولكن ما أرعبها حقاً سماعها لصوت همس يشبه الفحيح بجوارها، حاولت الركض لكن كل ما وجدته أمامها واحد من تلك المخلوقات البشعة التي رأتها في أول يوم لها في هذا الجحيم وعندما التفت لتركض إلى الناحية الآخرى قد ظهر أخر من اللا مكان وهو ينظر لها أيضاً بنظرات مقززة من أعلى إلى أسفل...

أخذوا يضمون عليها بينما هي أخذت تبكي وهي تنادي بإسمه بخفوت فهي كانت خائفة للغاية من هؤلاء الذين يحاوطونها ويشتمون رائحتها..

تقدم أحدهم ثم أمسك بذراعها وهو يشتَمه فحاولت التملص منه ولكن كل ما شعرت به هي تلك الأنياب التي تغرس بذراعها بقوة لتقضم قطعة منه..

هنا قد أطلقت العنان لصراخها بإسمه بصوت كافي بأن تسمعه المملكة بأكملها ولكن قام الآخر بعضها بجوار قلبها وقد شعرت في تلك اللحظة أن هذه نهايتها فأغلقت عيناها مستسلمة لهم ثم وقعت على الأرض وهم مازالوا بجوارها إلى أن شعرت بأحد يأتي وهو يطلق صرخات شيطانية ثم بعدها استسلمت للظلام..

هو عندما رأى ذلك المشهد أمامه..
حبيبته ملقاة على الأرض أمامه لا حول لها مغطاه بدمائها وحولها هؤلاء الملاعين وكل همهم ذلك السائل الأحمر..
الدماء ذلك السائل العجيب رمز الحياة والموت..
جن جنونه وما هي إلا ثوانٍ معدودة وقد طارت رؤوسهم لتستقر في الجحيم الذي آتوا منه..

انهار ليجلس على ركبتيه أمامها وهو يكوب وجهها بين يده ويمسح آثار الدماء من عليه وقد لعن نفسه مائة مرة لأنه تركها وحيدة..

"لا تذهبي."
استطرد تلك الكلمات وهو يبكي بحرقة وكانت تلك المرة الثانية التي يبكي بها من سنوات..

لعنة مثلث برموداH.S |  (completed) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن