أهدت الشمس خيوطها الذهبية مع أول إشراقة صباحٍ جديدٍ للعالم، عمَّ رُفقتها الانتعاش والنشاط أجواء السفينة بينما رسَت، حتى تكاد تعتقده هواءً سحرياً وقد تنفسه كلُ من فيها؛ فنحنٌ جميعاً كنا على موعدٍ مع رحلةٍ جديدة بمكانٍ جديد بغضّ النظر عن رغبتنا في إنهائها بسرعة. وكان هذا يحفز غريزة الاستكشاف لدينا..
وقفتُ أعلى سقيفة الغرف العلوية حيثما أمكنني رؤية الأفق أينما اتجهت بنظري، من جهة البحر كنتَ لتشعر مع النظر له إلا بالرغبة في التحليق؛ كل ذاك الوِسعِ وكل تلك الحرية لا يسَعُهما سوى أن يدفعانك للرغبة بهما ! أما ومن الجهة الأخرى حيث المدينة، كنت قد اندهشت لكل البيوتِ ذاتِ الأسقف الهرمية التي توضحّت لي.. كانت تستمر بالتعالي حتى نقطةٍ أين توقفت؛ وتلك كانت قلعةً شاهقة بأعلى التّل، تُحيطها مما تبقى عدة سهولَ خضراء بعضها مُستغلٌ والآخر كما تخيلت يزهى بأزهارٍ عشوائية كانت قد زينت محيطه..
لن أكذب لو قُلتُ أنها ظاهرياً من أجملِ الأماكن التي زُرت.
عجّت المدينة التي نحنُ فيها بالناس، ذوي أعمار تفاوتت وذوي أصول ولاشك من وجوههم وأشكالهم المختلفة كانت قد تنوعّت. ولا يُستغربُ ذلك، من كلِ السفُنِ التي رست بمينائها المكتظّ هي وسِلعها بما يدعوك لاستنتاج أن هذه المدينة هي مدينةٌ تجارية بالدرجة الأولى.
كنّا قد اتفقنا من قبل على الخروج بفرقٍ والتوزع حولها لاكتشاف ما يمكن اكتشافه حول الجوهرة مع تعليمةٍ صارمة من القبطانة تقضي بعدم الشراء، التهجم، أو حتى التكلم مع أي أحدٍ بدون داعٍ ضروريّ، تفادياً لأيّ ظهورٍ وجذبٍ للانتباه بالوقت الحالي نحن في غنىً عنه.
وبالطبع، فما من قبطانٍ يأمر بالنسبة لي.
-" ما هذا الشيء بالضبط بحقِّ كل شيءٍ يؤكل بالعالم؟! " قلتها مع إشارتي لأغصانٍ حمراء كانت تُشوى على نارٍ عالية في أحدِ الأكشاك، بمنتصف طريق السوق العام.
ردّ عليّ البائع مبتسماً:" هذه جذور البلانسيا، نبتةٌ خطيرةٌ لها القابلية على الهجوم حتى، لا يُؤكل جزءها العلوي، عكس السفلي الذي ما إن تتذوقه مرةً حتى لن يمكنك تذكر أي طعمٍ لذيذٍ كنت قد جربته ! "
حقيقةً وللآن، لم أجد ذاك الطعام الذي التصق طعمه بفمي طيلة العمر. ذلك لأنه وحتى بحالِ وجدتُ أُكلةً لذيذة؛ فسأجد عاجلاً أم آجلاً أخرى تخلفها. وهكذا هي الحال.
اِرتأيتُ أن أجربّ فانتقيت واحدةً والتهمتها على عجلٍ كما الأحمق، وبغضّ النظر عن أن لساني قد احترق؛ فهو قد كان حقاً لذيذاً .. لكن ليس بتلك اللذة التي تعوضني عن الحرق..
-" خداع ! لستُ أفهم، ألم تجربوا فطائر كومين ذات يوم؟ لحمَ ماركون المشوي أو حتى عصائر ريدانا القاتلة؟! ما مفهومكم للذة الأسطورية بالضبط؟! " رُحتُ أصيح عليه منزعجاً بينما هو يرمقني باستغراب، حتى توقفت تلقائياً مع بدأ معركةٍ فجائية بمعدتي ..
أنت تقرأ
كنزُ آفيروناميس
Fantasyبين البحار قُبع كنزٌ مجهول، في مسعاه ضاع كل ساعٍ أو استحال لمجنون! جُزر ريفالا السبع تنادي القراصنة: من منكم سيفكّ لغزي المحير؟ ويظفر بما لم يسبق له التخيل؟ رحالتنا البسيط آرو، والذي لا هدف له إلا التجوال في الأرض بحرية؛ لم يسبق له وأن آمن بهذه الأ...