19 || رُفقة التِنين البنفسجي -ج1-

2.3K 302 140
                                    

ضخم. أقل وصفٍ ممكن لمدخل كهف التنين المزعوم، لقد كان ضخماً. باطنه معتم، لا يُرى منه شيء، وصوت الهواء البارد يتغلغله محدثاً صدى بعيد المدى.. شابه الأصوات التي تُصدر في المعابد. كان الجو بشكلٍ عام يدعو للرهبة، والخوف.

-" ما الخطة؟ "سألت، كانت الأمور ضبابية، لم نمتلك الكثير من المعلومات لنستغلها، لكن الاندفاع نحو هذا الظلام مع توقع إيجاد تنين حيٍّ وبكامل قواه تبدو فكرةً سيئة بالنسبة لي.

-" خطة؟ " همست فيورا. نبرتها لا تطمئن. " ندخل كلنا؟ بالطبع لا، الأصوات ستزيد ما يجعله يكتشفنا قبل أن نكتشفه؛ فنعطيه الأفضلية. يدخل بعضنا والآخر ينتظر؟ ربما، لكن مشكلة الصوت ستظل قائمة. يدخل أحدنا؟ هذا الأكثر عقلانية. بهذا سيمكن لهذا الأحد التسلل بهدوء، استكشاف المكان وربما تحديد موقع التنين، رؤية التنين نفسه وتحديد مقدراته ولو سطحياً، حينها يعود بنفس الروية ويطلعنا بما وجد، وهكذا سيمكننا بناء خطةٍ فعلية تتناسب مع المعلومات التي وجدنا. "

-" وأفترض أن ذاك المتسلل هو أنا؟ " قلت، ببرود.

-" كنت سأطلب من إدغي، أو من تدعوه بالمكنسة بما أنه خفيف حركة، لكن طالما أنك تطوعت فلن أخيب لك طلبك ! المهمة لك ! " لا أدري إن كانت تكذب بشأن المكنسة عمداً، لكن وبهذه اللحظة تملكتني رغبةٌ شديدة في إلقاء نفسي من أعلى أقرب جرفٍ أجده.

تنهدت ونظرت خلفي، حيث كان السواد ينتظرني لأخترقه.

مقاطعةً تأملي، أمسكت الساحرة بيدي، يد علامة الدوائر لأكون دقيقاً، وحملقت بها بضع ثواني مهمهةً فيها، قُبيل أن تبتعد أخيراً قائلة:" ستكون بخير." لم أملك أدنى فكرة عن السبب الذي قد يدفعها لقول ذلك بمجرد رؤيتها لعلامتي، لابد أن لها معنى؛ وعليّ أن أسألها لاحقاً عنه. جسدي ومنذ حملي للعنة العجوز تلك صرت أحس به غريباً.

-" سيكون بخير، إذن فالخطة ستسري على خير. " أطلعت الآخرين، بينما رفعت رأسي ورحت أحدق بالسماء. بالطبع، لا أحد يهتم لسلامتي. لا أحد يحبني، لا أحد يريد الخير لي إلا لو انعكس عليه. فقط لماذا، لماذا أنا دائماً هكذا أداةٌ بيد الناس؟

لا أدري ما معنى الحب، لكن أريد أن يحبني أحد. ربما ليس أحداً من هؤلاء لأنني أكرههم، لكن فقط أي أحدٍ آخر. كلما تمر الأيام كلما أشعر بأنني نكرة وسأظل للأبد هكذا. لا أشعر بهذا الشعور الغبيّ عادةً لأنني لا أدع نفسي لتقع فيه، لكن حينما أفعل فهو يكون جدّ .. مؤلم. الوحدة مؤلمة.

حملت حقيبتي وبدون أدنى كلمة أخرى معهم الذين كانوا يتجادلون؛ بدأت أتقدم في خطوات متسارعة نحو الكهف.

اللعنة على خطتهم. إليكم خاصتي: أتسلل بهدوء، أبحث في أرجاء المكان عن أي كنوز من مغامرين سابقين لربما أتو لهنا أو حتى أحجاراً تتخللها بضع جواهر، أنتبه لنفسي من مكان تواجد التنين إذا وجد، وأخرج حينما أستشعر الخطر. تباً لكل موضوع الكنز والعين، إنها مغامرتي الآن، مغامرتي لوحدي، مخاطرتي لوحدي وأنا فقط أقرر كيف أخوضها وبهدف ماذا.

كنزُ آفيروناميسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن