.
-" أخيراً ! " تمتمتُ منهكاً بينما راحت عيناي تتأملان سراب الأكواخ البعيد، والذي يتضح مع اقترابنا منه.
أسميته سراباً لأنه الآن بدا لي كما الحُلم الذي يتجسد، فأقدامنا تكاد تصرخ طلباً للراحة من طول الطريق الذي سِرناه. كانت الرحلة مُخططةً في البداية لأن تتم بعونٍ من عربة نقل يقودها الأحصنة، إلا أنها تغيرت مع اكتشافنا بمُنتصف الطريق لمرضِ تلك الأخيرة، أي خداعنا بعبارةٍ أخرى خاصةً مع انعدام خبرة أيٍّ منّا بالحيوانات، فأضطرننا لإكمال الطريق مشياً، بعد ربطها جانباً عند الطريق العام علّ عربةً أخرى تمرّ وتُفيدها كما ستستفيد لاحقاً منها.
-" لا تفرح كثيراً، قبائل آرتيما هي إحدى أهمّ الأمور في العالم التي يجب أن تُثبتها في عقلك تحت عنوان ' ما لا يجب أن تثق به، أبداً.' " قالت القُبطانة التي كانت قريبةً منيّ.
-" كمعلومةٍ إضافيةٍ لك، أنا رحّال. وأكره حين تُفسد عليّ فرصة استكشاف الحقائق، بنفسي. "
-" اعتقدتُ أنك صائدُ سحرة؟ "
-" أخبرني وأخبر الخمسة أنه راعي غنم ! " أخبر لوتار.
-" وذكر أنه خبّاز. " أضافت ذاتُ الأعين القرمزية، حتى هي؟!
رمقتني القُبطانة بنظرةٍ حادةٍ صامتة كُنت أعلم جيداً ما كانت تريد إيصاله عبرها، فُمتنهداً ومُستسلماً قُلت:" رُغم أن هذه حياتي ولا شأن لكِ حقاً بها؛ إلا أنني سأقدم تفسيراً لأقوالي من بابِ الالتزام بالمبدأ الذي ذكرته سابقاً حول احترامي للصفقات بحيث لا أخفي عن رفيقي شيئاً. أولا صائدُ السحرة هي كِذبتي الوحيدة، أردتُ منها وهب نفسي بعض الاحترام والقوة أمامكِ بأولّ لقاء؛ حتى لا تسرقي منّي جزئي من الخريطة وتأمري جدرانكِ البشرية برميي من أعلى الميدوسا. " نظرتُ لاحقاً للوتار، الذي كان يرمقني ببغضٍ هو الآخر:" ثانياً يا أيها المُتحذلق أنا بالفعل كُنت راعي غنم، بطفولتي لسنةٍ من عمري إلى أن تركتُ المهنة فلم تكن مناسبة لأسلوبي الأكثر .. حيويةً في العيش. " ولاحقاً وبنظرةٍ جانبية لتلك التي لازلتُ لا أعلم اسمها؛ استطردت:" وأخيراً، أنا بالفعل أحب الخَبز والخُبز. "
تلقت إجابتي وأعادت نظرها للأمام، وبذكره، فنحن بِتنا على مشارف أول قبيلةٍ من القبائل الخمسة؛ التي سنرتاح فيها ونبحث عن وسيلة نقلٍ لنا قُبيل المُضي.
-" سنتكلم في هذا لاحقاً. " قالت فيورا بهدوء، ولاشك أنها لازالت تُشكك بأقوالي؛ أو تُريد أن تعرف عملي الحقيقي. بعد كل شيءٍ لا رحّال يعيش على المياه والتوت.
كان الصمت يغزو الأجواء مع كلّ خطوةٍ تقربنا من القبيلة، لستُ أدري ما حلّ فجأةً بهم؛ فسابقاً ورغم التعب كان الخمسة يثرثرون فيما بينهم، لوتار يتحاور مع نفسه بينما لارز وفيورا يتناقشان إلى يتشاجران على موضوعٍ ما، والوحيدة التي سأستغرب لو انضمت للضجيج كانت المرأة الغامضة. لكن وفي العموم؛ كنّا كومةَ ضجيجٍ متنقلة، والوضع الآن مع صمتهم يُثير وبشدةٍ ريبتي.
أنت تقرأ
كنزُ آفيروناميس
Fantasyبين البحار قُبع كنزٌ مجهول، في مسعاه ضاع كل ساعٍ أو استحال لمجنون! جُزر ريفالا السبع تنادي القراصنة: من منكم سيفكّ لغزي المحير؟ ويظفر بما لم يسبق له التخيل؟ رحالتنا البسيط آرو، والذي لا هدف له إلا التجوال في الأرض بحرية؛ لم يسبق له وأن آمن بهذه الأ...