13 || الساحرُ آلاريك.

2.7K 327 128
                                    

.

استغرقتُ مدةً عانيت فيها صداعاً حاداً، قُبيل أن أفتح عيناي فتُهاجمها شمس المساءِ الحارقة دون هوادة تاركةً إياي أحدق فيما حام حولها من غيوم حتى تذكرت ما حصل لي..

اعتدلتُ جالساً بسرعة ورُحتُ أتأمل ما أحاطني. كنتُ في قرية، قريةٌ عادية كُونت بِنيانها من الخشب وسُكانها انتشروا فيها يتحادثون وأصواتهم كانت تصلني بقوتها. وحتى أن بعضهم أثناء مسيرتهم توقفوا وهلاتٍ ولو بأعينهم على ذاك المُرتمي أرضاً والذي يبحلق في الدنيا كما لو أنه للتو قد خُلق..

أين أرسلتني تلك المرأة؟ لا أدري. لكني أشعرُ بأُلفةٍ غريبةٍ من هذا المكان.

وقفتُ أزيل عن نفسي الغبار وأفكر بما حصل وما يجبُ أن يحصل بينما أرمقُ عن بُعدٍ تارةً مجموعةً من النساءِ يتحادثن؛ وأخرى أطفالاً بإحدى الزوايا يضحكون فيما يبدو أنه خطتهم القادمة لإزعاجهن. غير أن أحد أولائك الأولاد، نظر لي فجأة، في تحديقةٍ طويلةٍ لم أفهم مغزاها إلى أن حطّ في سرعةٍ كالصقر بجواري، قائلاً مع ابتسامة:" أزعم أنك تبحثُ عن آلاريك؟ "

رفعتُ حاجبي، متسائلاً:" من؟ "

-" تعال معي ! " ركض حتى ابتعد عني قليلاً ثم توقف ليستدير مُريني وجهه البشوش، فلم أجد معه أي مانعٍ لعدم إتباعه. رغم أن المظاهر كما الورودِ عموماً، جميلةٌ حتى تُدميك بشوكها.

قادني الولدُ لبيتٍ من البيوت لم يختلف بالكثير عن البقية إلا بتموقعه في مُنتصف القرية بالضبط، كأنه يُعطيك فقط لهذا إشارةً لأهميته. وحال وصولي لعتبته اختفى الولد مجدداً بسرعته الفائقة ولم أكد أدرك حتى لمحته قد عاد مع بقية مجموعته، بينما تسمرتُ أنا أتفحصُ الباب الذي قد تعتقد القِدمَ شخصاً وقد سكن في ما يحويه نظراً لتشققاته الكثيرة وخشبه الضعيفِ البُنية مما يظهر.

فُتح فجأة، من تلقاء نفسه حيثما لم أرى أي أحدٍ خلفه، وترددتُ مع فِعله لحظةً قُبيل أن أتشجع وأدخل.

نعم، أنا بالتأكيد في غياهب جُحر أحدِ السحرة..

في الداخل كان البيتُ كما خارجه، قديم الأثاثِ والغُبار عاش قِصة حُبٍ معه، أخال أن أحداً لم يمسسه من يومِ أوتيَ به حتى ! .. وحقيقةً لا أستبعد مثل هكذا احتمالٍ إن كان ساحرٌ ما هو الساكن. هم أشخاصٌ غريبون، للغاية..

-" هل ستستمر بإشغال عقلك في التعليق على أشيائي أم أنك ستقترب قبل أن أُجبرك؟ " انطلق صوتٌ فجأة، كان لرجل، ومصدره من الغرفة ذات الباب المفتوح بآخر رواق البيت الضيق، أو الغرفة الوحيدة فيه حقيقةً.

حركتُ قدماي رُغماً عنها باتجاه مكانه وقلبي ينقبضُ بكلّ خطوةٍ موبخاً إياي أولاً على الدخول في كل هذه المعمعة وثانياً يرجوني الخروج كما الأحمق للهبوب في هروبٍ لا نهاية له، بينما كنتُ أدعس على آماله كلما اقتربت.

كنزُ آفيروناميسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن