-" ماذا تريدين؟ " سألت بحدة.
-" لا شيء. فقط أتيتُ لألقي التحية. أذاك غريب؟ "
-" ربما، باعتبار كوننا سابقاً بجنوب غرب آرتيما وأنا الآن بشمال شرقها، مُصادفة أن تنتقلي لنفس المكان؟ كذلك .. أنتِ هي .. " فكرّتُ بالكلمة المناسبة. لم أجد. " أنتِ. أنتِ لا تُلقينـ.. كلاّ، أنتِ أساساً لا تُعبرين أيّ أحد. " أتى نادلٌ وضع بقربها كوباً خشبياً ممتلئاً بسائلٍ ما لم أتوضحه، راهنتُ بأنه ماء. هي لا تبدو لي كشخصٍ معتاد على الشرب أبداً. مهلاً متى طلبته؟ " حسنا، لقد كشفتني. أنا بالفعل أسعى خلفك. وبالمناسبة هذا لبن. "
-" لماذا أتعب نفسي بالتكلم بينما يُمكنكِ قراءة أفكاري مباشرة؟ "
-" لأنك تحب الكلام. " نقطةٌ لا يمكنني تكذيبها.
تنهدت وسألت مجدداً:" لماذا تسعين خلفي؟ " كنتُ أعرف تقريباً الجواب، وكان من المفترض أن آخذ حذري من الآن؛ لكن أمرها ككلٍ غريب، لنفترض أنها كانت تعلم من قبل بشأن كوني مفتاح التخلص من اللعنة؛ لماذا لم تستغل فرصة كوني جاهلاً تماماً بما أنا عليه حينما كنت معها ومع الطاقم وتأخذني لحلفائها من السحرة؟
-" وهاهي قُدرتي تُبطل مجدداً. أعتقد أنك حقاً منيعٌ للسحر. لستُ أفهم رغم ذلك لماذا تُبطل فجأة؟ هل تُفكرّ بأمور مهمة؟ أم أن قدرتك بحد ذاتها ككلٍ مذبذبة؟ أشعر أحياناً أنها شخصٌ داخلك بحدّ ذاته، يقوم بما يريد متى ما يريد ولا تحكم لك به. لكن ذلك قد يتنافى مع.. "
قاطعتها:" دعيني أفهم، أنتِ تدرسينني؟ تضعين الفرضيات حولي؟ أعني .. هل تعلمين حتى من أكون؟ "
عبست:" وهل يوجد ساحرٌ ولا يفعل؟ خبرك ينتشر سريعاً بالمناسبة. بالنسبة لدراستك، فنعم، ذاك تقريباً ما أفعل. " رفعتُ حاجبي مُستغرباً، بشكلٍ واضح تساءل عن إن كانت بكامل قواها العقلية. الكل سيتوافدون لقتلي بينما هي تريد دراستي؟ ما الهدف؟ أعني .. أنا مجرد لصٍ بسيط مُسالم خُلق ليقوم بشيءٍ سيقوم به ويعود لكونه لصاً بسيطاً مسالماً. حتى قواي غيرُ مساعدة كثيراً، قد تقيني من الموت لكنها تُقرّبني منه وتتركني على الحافة. يمكن لأيّ ساحر تعذيبي ببساطة.
ابتسمت هنا. بجديّة، أتمنى لو أجد ذاك الأحد الذي حينما يبتسم تختفي كل هموم الدنيا من على كاهلي فأرتاح تلقائياً، ابتسامتها كانت من أوائل المنضمين لمجموعة الرعب خاصتي. " هناك السحرة، وهناك المخترعون، ماذا يحصل حينما تجمعهما؟ تُنتج كائناً فريداً يُمكنه استكشاف المجهول، يُمكنه ابتداع الجديد المُثير الغريب، ذاك أنا. أنا عالمة. وأنت عيّنة فريدة. جدّاً. "
ببرود، وساخراً، أجبت:" أذهلتني. دعيني أفترض أنا الآن، ستقولين: ولعالم أكثر جمالاً تعاون معي وكُن حيوان تجاربي، صدقني، سنغير العالم ! ، لكنني لن أقتنع بالطبع، حينها ستعرضين عليّ صفقةً أساسها المال باعتبار أنك تتطفلين على أفكاري دائماً، لكنني سأحبطكِ بالرفض المُسبق؛ حينها ستفعلين أمراً ما آخر لتُجبريني على العمل معك، لا أعرفكِ كثيراً لذا لا أعلم ماهو، لكنني ومن الآن أنبئكِ بأنني لا أتسامح. "
أنت تقرأ
كنزُ آفيروناميس
Fantasiبين البحار قُبع كنزٌ مجهول، في مسعاه ضاع كل ساعٍ أو استحال لمجنون! جُزر ريفالا السبع تنادي القراصنة: من منكم سيفكّ لغزي المحير؟ ويظفر بما لم يسبق له التخيل؟ رحالتنا البسيط آرو، والذي لا هدف له إلا التجوال في الأرض بحرية؛ لم يسبق له وأن آمن بهذه الأ...