24 || صواعق ومُفاجآت ..

2.1K 284 105
                                    


كُنت أتذمر من الحرارة سابقاً؛ لكن وبوجودي الآن هنا، بدا تذمري الأول ضرباً من السخافة. أين أنتِ أيتها الحرارة العادية؟ أشتاق لكِ، إنني أذوب هنا، أذوب !

كُنا نمشي بلا توقف ولم أجد من ذلك فائدة، لا أرى إلا كُثباناً من الرمال تتسع وتكبر كلما مشينا أكثر، والشمسُ وّجهت أشعتها مباشرة نحونا وكأننا نتجه مباشرةً إليها، أشعرُ بالعطش، اشتقتُ كذلك للمطر الذي أزعجني سابقاً، هل هكذا أتعلم درس قدِّر ما تملكه قبل أن تفقده؟ هذا قاسٍ !

كان ثيو صامتاً. قدّرت صمته، كلّا، لا أدري ما قد أفعل به إن تفوّه بكلمة واحدة خاصةً مع انزعاجي المتزايد منه مع البسمة التي لا تُريد مفارقته وبهذه الأجواء. أأكد لكم، إنه مجنون !

مرّ زمنٌ لا أدريه منذ دخلنا الصحراء، أحسستُ بحلقي جافاً؛ جسدي متعباً وكان على وشك السقوط بالفعل، كيف يتحمل اللعين هذا؟! هل لقدرة العائلة دخلٌ بذلك؟ لكن تأثير المناخ ليس سحراً ! أُقسم أن في جعبته الكثير بالفعل.

-" ثلاث " التقطت أذناي اللتان ضعُفت قُدرتهما كسائر جسدي صوتاً، اعتقدته وهماً لكنني أردتُ أن أتأكد فتمتمتُ للفتى:" هل قُلت شـ.. " لم أُكمل كلامي مع صعقة باغتت كامل جسدي مُردية إياه أرضاً. كانت هذه المرة أقوى، بفضل تعبي السابق ومعها؛ اعتقدتُ بالفعل أنني ميّت.

ما إن استرجعت حواسي حتى انتفضت.

بارد. باردٌ جداً.

ثلج.

-" بالمناسبة تلك الصعقات للأشخاص العاديين قاتلة، يبدو أنك باطنياً منيعٌ ضد السحر القوي كذلك، إثباتٌ آخر لكونك من عائلتنا. " قال مُبتهجاً. ثم أردف:" وأخبرتك، ثلاث خطوات. "

لم أتحمل الثلج وبرودته التي هاجمت جسدي دون هوادة بُعيد ما كان يُطهى سابقاً. وقفتُ وحينما تحكمتُ بتوازني، صِحتُ عليه:" طالما أنك تنوي قتلي هكذا فما الهدف من مجيئي معك؟!! "

-" أقتلك؟ لا تقلق، لن أفعل هذا، سيغضب عليّ بعد كل شيء وأنا لا أستحب غضبه .. أبداً. " عمّن يتكلم؟ " أنا فقط أسلي نفسي وألهيها عن المشي الطويل برؤيتك تتعذب ! دائماً ما ينجح ذلك في شحن طاقتي. " جزءٌ صغير منّي تملكه الخوف منه، وجزءٌ آخر أكبر تآكل من الغضب وأراد أن يفعل أيّ شيءٍ علّه يُشفي غليله منه، ذاك الصعلوك !

كان الثلج أسوأ. لم يكن ثلجاً فحسب، عاصفة ثلجية كاملة سُرعان ما بدأت وبالكاد كُنت أرى أياً من الطريق أمامي بفضلها. وماذا أخبركم عن جسدي؟ كان يعاني، من الاعتدال حتى الحرارة الشديدة نزولاً مباشرةً للبرودة القارصة، ما معنى التأقلم؟ أعتقد أنه لم يعد يعرف !

صِحت:" إلى أين نذهب بالضبط؟! لا أرى أيّ مكان مأهولٍ أمامي ! " لم يجبني، استمر بالسير، أو محاولة ذلك مع كثافة الثلج أسفلنا التي تصل تقريباً لرُكبنا.

كنزُ آفيروناميسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن