10 || عمليةُ تسلل..

3.1K 373 127
                                    


-" لستُ أفهم، لستُ أفهم بتاتاً ! هذا غير واقعي، غير منطقي، غير صحيح ! " راح لوتار بجانبي يتذمر ويُكرر. " كيف؟! كيف لهذا أن يكون معقولاً؟! إلهي، كيف لمثلِ هكذا حظٍ أن يكون ممكناً ! "

متذمراً بدوري قُلت:" ما أعلمه فقط أنك للتو قلت كل مرادفٍ ممكنٍ أعرفه لكلمة حقيقي.. وكلا، بالطبع هو ليس حقيقياً، يا عقل السردين. " ألقيت نظري للبيت الأوسط بين سلسلة البيوت الثلاث بآخر إحدى الشوارع الفرعية للمدينة التي نحن بها، والذي بداخله كان يرقدُ صاحبُ أهم شيءٍ نحتاجه الآن لبلوغ ثروتنا. والذي كان يتعجّب له الذي أمامي قبل وهلة؛ هو تواجد ذاك الأمير بمثل هكذا مكانٍ من البداية.. مكانٍ بهذه البساطة، تقريباً. أكملت:" لا شكّ أن في الأمرِ خدعةً ما. إن لم يكن له أو لجوهرته تلك الثمينة أيَّ حُراس، فلابد أنه نفسه لا يحتاج لهم، أي أنه قوي، أو أنها ليست هنا.. "

-" أخبرني شيئاً مفيداً ! هل لديك خطةٌ قد تنفع؟! "

-" فكّر بالأمر، بدايةً لاشك أن هذا ليس بيته. انه أميرٌ كما يقال قبل كل شيء. إذن فهو مجرد مستأجرٍ ربما هنا، مما ينفي لنا احتمالية وجود أي نوعٍ من أنواع الفِخاخ. ثانياً، وقبل الإقدام على اقتحام البيت المقصود، سيمكننا تجربة نظامه ومعرفة توزعات غرفه من أيّ بيتٍ مجاورٍ له من الاثنين، نراقب تحركاته جيداً، وبعدها، سنختار المهتمين بمهمة التسلل حسب الحاجات المطلوبة. وغالباً قد ننتهي من كل هذا في يومين أو ثلاث. " أبعدت نظري عن البيت أخيراً، وأعدته للوتار، الذي كان يحدق فيّ بريبة.

-" تحسبني مغفلاً لأصدق بعد هذا أنك راعي غنم؟ "

واثقاً أجبت:" تحركات الغنمِ في الحقل تعلمك تكتيكاتٍ أكثر مما تفعل الحروب ! ثم، راعي غنمٍ كنتُ أو منظف أحذية، فلا تلمني لذكائي ولُم نفسك على قلّة فِطنتك ! " وقبل أن يرّد غاضباً، كنتُ قد انتبهت لأحدهمٍ كان يرقبنا من أعلى نافذةٍ في البيت المستهدف. لم أشأ أن أنظر له حتى لا يشكّ بنا أياً كان، واستمررت أتماشى مع نقاش لوتار العقيم بينما عقلي راح يفكر بخطةٍ ما تُوفقّنا لسرقة الجوهرة.

مر يومٌ ويومان كنت أراقب فيهما ذلك البيت باستمرارٍ من عدة زوايا ومن عدة مخابئ، ما جعلني أتذكر الأيام الخوالي بطفولتي. متى ما بدأت بامتهان عملي هذا في قريتي أينما كنت لا أسرق سوى الخبز والطعام، حتى ومع مرور الأيام بقسوتها دعستُ أخيراً على ضميري وانتقلتُ لما هو أهم من مال وجواهر، رُغم أني دائماً ما كنتُ أفضل الأثريات عليها. تقول أمي أأني أشبه والدي الذي عرفته هي نفسها أسبوعاً واحداً فقط في هذه الناحية من حب الأثريّات، أو الخردة كما تسميها هي بغير علمها بأثمانها..

وبيومٍ تأكدت فيه أن الأمير سيخرج لبعض الوقت قد يتعدىّ الساعة؛ قررنا تنفيذ العملية.. أو أنها قررت.

كنزُ آفيروناميسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن