38 || مغامرة لصّ. -الخاتمة، الجزء 2-

3.2K 293 319
                                    

سارعتُ للتنين الذي مازال قابعاً لا يتحرك بالأرض، سألته:" أنت على ما يُرام؟ "

-" أستميحك عذراً، هل هو ممكن لتنين جليد كان قابعاً داخله لوقتٍ طويل فجأة مع خروجه منه وإحساسه بحرارةٍ لا يتذكر أنها توجد بالعالم أن يكون على ما يُرام؟ أتركني أتأقلم ! "

-" تأقلم في الخارج، سينفجر البركان علينا إن لم نخرج ! "

-" مرّت عشرُ ثواني وأريد العودة لسباتي بالفعل .. " وقف رغم تذمره أخيراً على أطرافه، لم يكفه الكهف بحجمه فقد اصطدمت أجنحته به، أجنحته اكتسبت كسائر جسده لوناً أبيضاً يميل للزرقة السماوية بأطرافه، عنقه قصير وله عينان رماديتان كبيرتان اذا ما قارناهما بعينيّ التنين البنفسجي.

-" مهلاً، " أطلق بضع كتل جليدية من فمه، أصاب بعضها البغيضة التي كانت تستعد للهجوم عليّ. " هكذا أفضل، لنخرج. "

سارعتُ نحو البوابة ثم تذكرت حقيقة كونه تنيناً ضخماً، استدرت لأسأل:" كيف .. " وتم الإجابة عن سؤالي قبل أن أطرحه، إذ أبصرته وقد تحول من شكله السابق للبشري، توقعت أن يكون شاباً أو مراهقاً؛ لكنه بدا في عقده الثالث، له بشرة داكنة، شعرٌ أبيض، وعينان رماديتان بدرجة أفتح من تلك أثناء وضع التنين.

-" أعلم أعلم، وسامتي مبهرة صادمة حتى لمن على وشك أن ينفجر بركان عليه. "

وبغضّ النظر عن شكله المبهر المميز بالفعل، يمكنك توضح ملامح تعاسة واضحة بوجهه.

أخذ بضع دقائق قال أنه سيحاول فيها تحريك جلّ جسده حتى يمكنه الركض، لم أنتظرها معه وسارعت أصعد الدرج، أطول درجٍ استعملته بحياتي، محارباً صعوبة تنفسي مع اقترابي من نهايته، تلاه الممر المظلم دون شعلةٍ تنير الطريق، فاستعنت بالجدار راكضاً بمحاذاته حتى وصلتُ أخيراً للدرج الآخر؛ الدرج الجليدي، اضطررت لصعوده ببطء رغم رغبتي في الركض، وهذه المرة تعثرتُ وسقطت، ما جعلني ألعن حظي الذي اختزن لي هذه الحركة المتوقعة لوقتٍ غير مناسب، أعدت الصعود على أيّ حال وسهُل الأمر مع توضحي ضوء النهار.

كانت تمطر.

رُحت أبحث ما إن خرجت عن ثيو الذي يفترض أن يتواجد بالقرب، وهو كان مرمياً قرب حافة البركان فسارعتُ نحوه، فزعتُ لشكله ! لم يكن جلده شاحباً فحسب؛ أبيضاً كليةً كأن الدم انسحب عنه الى اللامكان واختفى، هو بارد كجلود الجثث، ولولا صدره الذي يعلو وينخفض؛ ما كان احتمال موته بالمستحيل ! لقد ساءت حاله. للغاية.

نظرتُ للكيس الذي بيدي، فتحته مُستطلعاً فوجدتُ التراب الأحمر الذي استعمله سابقاً في .. إحراق كل أولائك المشعوذين. كانت الكميةُ قليلة رغم ذلك، وهو ما قد يفسر نصيحته باستخدامه بحكمة .. أستعمل بعضاً ولا يؤثر كثيراً أو كله ويؤثر، أي أن لي فرصة استعماله مرةً واحدة.

كنزُ آفيروناميسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن