27 || لويز والباب المسحور..

2.3K 257 34
                                    


 وافق الملك على عرض برِيا وآفريد. استغرقا في الأيام التالية الوقت في التفكير بالخطة الأمثل التي سيتبعها الجيش لاحقاً، كذا الجيش نفسه في تدريبات خاصة لتفادي أسلحة دفاع ميرديا المميزة عن أخواتها، وأنا في دراسة القلعة واستكشاف أكثر مكانٍ محتمل لتخبئة القطع وأنواع الحماية التي تقيها.

كانت عمليةُ السرقة التي أنا بصددها من نوع مختلف، حينما يكون المكان الذي ستسرقه ضئيلاً قليل السُكان فعليك الاختفاء تماماً عن الأنظار حتى تتم عمليتك كي لا يُتعرف عليك، وإن كان ضخماً كقصر أو قلعة ملك؛ فعليك فِعل العكس لأن التحرك فيها قد يفرض عليك التواصل مع آخرين. بدأتُ أولاً بإنشاء علاقات مع خدم القلعة، لم يكن ذلك بالأمر الصعب؛ وذاك عائدٌ بالدرجة الأولى لستيفي الطباخة، كانت محبوبةً بين أقرانها هناك وزيارتي الدائمة لها مع ثيو جعلتنا بدورنا محبوبين بينهم، تعرفت على الكثيرين، ليا المُختصة في ترتيب الغرف وروس البستاني كانا الجنديين الذين أتحرك خلف ظِلالهما بالقلعة، أحياناً أعرض على ليا المساعدة في رفع أو دفع الأثاث الثقيل فأتفحص الغرف السُفلية بشكلٍ خاص؛ وأحياناً أتظاهر بحب البستنة لروس العجوز الطيب فأنجرف معه لحدائق القلعة حيثما أبحث عن أيّ مداخل أو مخارج سرية محتملة مع اعتبار المسافة بين الأرض والنوافذ لكل غرفةٍ أراها.

وأحياناً أخرى أذهب مع برِيا وآلفريد اللذان تصادقا مع جنرالات الجيش وكِبارهم، وبهذا أستكشف الأجزاء العلوية حيثما لا يُسمح إلا لخدم محددين التحرك بها. وحيث يتواجد أفراد العائلة الملكية، الذين لم ألتقي بأيّ منهم أبداً.

صحيحٌ أني تعرفت على القلعة، مداخلها ومخارجها وأنشأت علاقات بين من فيها، إلا أن ذلك كان كماً والبحث عن القطع كمٌ وموضوع آخر. كان ذلك أصعب جزء، مهما كانت علاقتك بالخدم فهم بالتأكيد سيستغربون في حال سألتهم عن أماكن الغرف والطرق السرية المتواجدة هنا، هذا إن كانوا على علمٍ بوجودها. احتجتُ للتحرك أكثر لأكشف السر، وبدا لي هذا مستحيلاً تقريباً حتى أني كِدت أفقد الأمل؛ ذاك حتى ظهرت هي ..

الأميرة.

كانت طفلةً في العاشرة أو ما يقربها، في مظهرها ظريفة، قصيرة الشعر الذي كان بُندقياً مُجعداً وعيناها تبنتا نفس اللون، لكن في الشخصية والعقل، هي كانت غريبة، كانت مختلفة. لاحظت بعد فترة كيف أن لها الحرية بالتحرك في كل أنحاء القلعة، لم يبدو أن أحداً يهتم لأمرها، لم تمزح ستيفي يوم قالت أنها منبوذة. لكنها كانت قريبة من ستيفي، تحوم حولها طوال الوقت بالمطبخ تطلب منها تعليمها، وبما أن ثيو بدوره لم يرد التدخل بمهام برِيا وآلفريد فهو أضحى يقضي معظم وقته معهما. وما فعلته ببساطة هو أني انضممتُ للمجموعة. ورغم أن هدفي كان استغلال الصغيرة، إلا أني أحببتها، كانت طيبة، غريبة لكن طيبة، كثيراً ما تملكني الفضول لأسألها عن رأيها في موضوع نبذها هذا؛ قالت أنها لم تهتم، استغربت، كيف لا تهتم؟ رأيتُ نفسي حينما كُنت بسنها وبنفس موقفها، إلا أن تصرفاتها عاكست تماماً خاصتي. آمنت أن لذلك سبب.

كنزُ آفيروناميسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن